- طريق الكباش واليوم الواحد وفتح خطوط الطيران وتطعيم العاملين أبرز الأسباب - دخول أسواق سياحية جديدة لأول مرة من أوروبا الشرقيةوجنوب شرق آسيا بدأت المعالم السياحية بمحافظة الأقصر، تشهد معدلات إقبال متزايدة بالتزامن مع قرب افتتاح طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميًا بطريق الكباش، وسط توقعات عدد من الخبراء السياحيين باستمرار الزيادة بشكل يعوض إلى حد ما الركود الذي أصاب القطاع السياحي خلال العامين الماضيين جراء جائحة كورونا. صورًا تصف ازدحامًا بالمعابد، وأخرى تبين تسابقًا بين السائحين لالتقاط تذكاريات بجوار أعمدة وتماثيل كباش تم ترميمها، كانت هي الأكثر انتشارًا على حسابات الأقصريين بمواقع التواصل الاجتماعي، متفوحين بها رائحة تلك المشاهد التي لم تسجلها ذاكرتهم منذ ما يقرب من 12 عاما. في معبد الكرنك، أكبر معابد الأقصر وأحد أكبر المعابد في العالم، ازدحمت أعداد ضخمة من السياح أمام البحيرة المقدسة، والطواف حول الجعران المقدس، حيث اعتقاد تحقيق الأمنيات وجلب السعادة لهم، بجانب التسابق على التقاط الصور التذكارية بجوار الأعمدة التي تم إعادة ترميمها وإظهار ألوانها الأصلية لأول مرة منذ إنشائها، وذلك حسبما أكد الطيب غريب، مدير المعبد. وقال غريب، ل"الشروق" إن المعبد يشهد إقبالا كبيرا من السائحين الأجانب والزوار المصريين، حيث بلغ عدد الزائرين حتى الآن للمعبد 2700 زائر، موضحًا أن الجنسيات تنوعت ما بين (أوكراني، صربي، مكسيكي، نمساوي، وروماني، بولندي، روسي، فرنسي، وألماني)، بالإضافة إلى عدد من الزائرين المصريين المتوافدين على المعبد. وأضاف أن أعداد السائحين الوافدين لزيارة معابد الأقصر عمومًا تتزايد بشكل كبير جدًا، وساعد على ذلك انخفاض درجات الحرارة نهارًا، مشيرا إلى أنها تشهد الزيارات بكثافة في الفترة الليلية لانخفاض درجات الحرارة فيها أكثر. وأضاف أن الكثير من الجنسيات بدأت العودة مجددًا إلى المحافظة مع عودة رحلات الطيران المباشر بين الأقصر وعدد من المدن الأوروبية، خاصة مع إيجاد الكثير من اللقاحات التي تبشر بنهاية فيروس كورونا وعودة الحياة مجددًا لطبيعتها. - إحياء طريق الكباش في مقدمة أسباب الارتفاع يوضح مدير معبد الكرنك أن هذه التدفقات السياحية التي لم تشهدها الأقصر منذ عام 2010، تأتي بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح طريق الكباش الفرعوني بعد عمل الدولة على إعادة إحياؤه، محولًا الأقصر لأكبر متحف مفتوح في العالم مع إحياء ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، والعيد القومي لمحافظة الأقصر يوم 4 نوفمبر المقبل، في حفل عالمي ضخم يليق بقيمة الحدث وعظمة مصر. في ذات السياق، أكد محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، أن مشروع الدولة لإعادة إحياء طريق الكباش كما كان في مصر القديمة يعد الشريان الأساسي في أن تتحول الأقصر لمتحف مفتوح، وكلمة السر فيما تشهده الآن من تدفق سياحي، وأصبح لدينا لأول مرة سياحة من جنوب شرق أسيا، وأوروبا الشرقية، وذلك نتيجة للعديد من الاكتشافات الأثرية التي أعلن عنها مؤخرًا بفضل جهود الدولة التي وفرت ما يقرب من 18 بعثة أثرية تعمل في مجال الحفريات وتسجيل اكتشافات أثرية جديدة حتى الآن، والتي كان من ثمارها اكتشافات وادي العساسيف ومنطقة ذراع أبو النجا. وأضاف عثمان ل"الشروق" أن مشروع إعادة إحياء طريق الكباش، كان سببًا مباشرًا في مد الشارتر الأسباني حتى نهاية يناير من العام المقبل، بجانب تدفق سياحي غير مسبوق من أسواق جديدة، منها رومانياوجنوب شرق آسيا، والسوق الأمريكي سيعود ويحدث ضجة فى مصر، كما أنه يتم التجهيز لمعرض "هيوستن" تحت عنوان "رمسيس وذهب الفراعنة"، ومنه ستعود التدفقات السياحية مرة أخرى إلى مصر بكل قوة أكثر من أي موسم مضى. - زيارات اليوم الواحد وفتح خطوط الطيران قال الطيب عبد الله، عضو نقابة المرشدين السياحيين بالأقصر إن هذه الفترة تشهد المحافظة إقبالا جيدًا من السائحين الوافدين لزيارة مدن البحر الأحمر، والقدوم لزيارة المقاصد الأثرية المختلفة عن طريق رحلات اليوم الواحد، بجانب وصول رحلات من إسبانيا مباشرة للأقصر، مما ساعد في عمل حراك في البيع والشراء للمحال التجارية والبازارات لبيع منتجاتها للسياح. وأضاف عبد الله ل"الشروق" أن التدفقات السياحية القادمة سيكون لها مردود كبير في الفترة المقبلة لإنعاش الموسم السياحي المقبل وزيادة التدفقات من مختلف الأسواق نتيجة فتح خطوط الطيران للمساهمة في تنشيط السياحة ومشاهدة المشروعات السياحية والأثرية العملاقة التي تم افتتاحها خلال الأشهر الماضية، وستساعد هذه التدفقات على إنجاح الموسم السياحي الجديد. - الإجراءات الاحترازية رأى أسامة عبد الغني، صاحب إحدى شركات السياحة بالأقصر، أن الضوابط الاحترازية وإجراءات الدولة في الأماكن السياحية والفنادق وأماكن الإقامة والمطارات، كانت من بين العوامل المهمة جداً لتثبيت مكانة مصر في ظل هذه الظروف، فضلاً عن الإجراءات الصحية في المطارات وتسهيل إجراء التحاليل للمسافرين، ما كان له أثر كبير في تقليل الآثار السلبية إلى حد ما، إلى جانب الاستعدادات الصحية في المحافظات السياحية المختلفة. وأوضح عبد الغني، ل"الشروق" أن دور وزارة الصحة مع السياحة والآثار في تطعيم جميع العاملين في القطاع السياحي والمرشدين السياحيين المتعاملين مع الوفود السياحية، هي إجراءات ساهمت بشكل كبير في زيادة درجة الأمان والحماية من كورونا مما زاد من عدد الوفود السياحية القادمة من مختلف الأسواق لزيارة المقاصد السياحية والأثرية لتنشيط السياحة الثقافية بالأقصر. وأشار إلى دور وزارة السياحة في تبني خططاً ومبادرات ترويجية في الفترة الحالية لدعم القطاع السياحي، الذي تأثر بتداعيات جائحة كورونا، لا سيما فيما يتعلق بالتشجيع على السياحة الداخلية، من بينها مبادرة "شتّي في مصر". وتابع: "في ظل التقدم الخاص بمواجهة فيروس كورونا، والبدء بتوزيع اللقاحات في عديد من الدول، فمن المتوقع أن ينعكس ذلك بشكل مباشر على القطاع السياحي، في الوقت الذي تعتبر فيه مصر واحدة من وجهات السفر والسياحة الآمنة في 2021، طبقاً لتقارير عالمية". واختم عبد الغني بأن أصدقائه السياح يعربون له دائمًا عن شدة إعجابهم بما شاهدوه من عظمة الحضارة المصرية العريقة، ودقة تطبيق الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية في الفنادق والمواقع الأثرية والمتاحف مما دفعهم للشعور بالراحة والأمان والاستمتاع بالإجازة والحرص على التقاط الصور التذكارية داخل المناطق الأثرية.