"انزلي يا جميلة هاتلينا توكتوك" كلمات سمعتها الطفلة جميلة من والدتها، فهرولت إلى الشارع مسرعة بعدما ارتدت ملابسها الجديدة لحضور حفل زفاف أحد أقاربها، وقلبها ينبض فرحًا، ولكن لم تعلم أن فرحتها لم تكتمل بعدما ترقبها جارها لسرقة سلسلة من رقبتها، ظن أنها ذهبًا. عقارب الساعة تشير إلى ال7 والنصف مساء، استغل الجار خلو الشارع من المارة وهدد الطفلة ليأخذ السلسلة كرهًا عنها، وحينما حاولت الاستغاثة لم ترى إلا ضربًا مبرحًا على الرأس باستخدام حجر، ولاذ المتهم الفرار. وتحاملت الطفلة على قدميها حتى الوصول إلى أسفل منزلهم، وسط صرخات الأهالي، تنطق الطفلة آخر الكلمات قبل دخولها في غيبوبة تامة "الحقيني يا ماما"، حملها الجيران وهرولا بها إلى مستشفى قصر العيني، الذي أثبت وجود كسر بالجمجمة ونزيف داخلي، حسبما جاء في التقرير الطبي، ليتم حجز الطفلة داخل العناية المركزة لمدة 7 أيام فاقدة الوعي. وتقول والدة الطفلة، في حديثها ل"لشروق"، إنها منفصلة عن زوجها منذ سنوات، وهي من تتولى رعاية أولادها، فهي أم لطفلتين الأولى في الإعدادية والثانية هي المجني عليها في الصف السادس الابتدائي. وأضافت أن المتهم من ذات المنطقة، لكنه لم يحدث أي احتكاك بينهم، مشيرة إلى أن تلك المنطقة تمتاز بالهدوء، واستغل المتهم ذلك الأمر، وقام بالتعدي على ابنتها لسرقة سلسلة يظن أنها ذهب. وأوضحت أم الطفلة أن ابنتها بعدما أجرت العملية حدث لها تشنجات شديدة، وهي الآن حالتها النفسية سيئة، مرددة: "عايزة حق بنتي". ومن جانبه، قال محمد كساب، محامي الطفلة "جميلة" المجني عليها، إن المتهم لم يتم القبض عليه حتى الآن، والواقعة تصل للشروع في القتل، حيث إن المتهم اعتدى على الطفلة بضربات عدة مستخدمًا حجر، مما أسفر عن حدوث كسر بالغ في الجمجمة ونزيف داخلي، الذي أدى إلى حجز الطفلة داخل العناية المركزة ل7 أيام. وأوضح كساب للشروق أن هناك شهود على الواقعة، وتم أخذ أقوالهم في النيابة، وتفريغ الكاميرات، وبإجراء التحريات أثبتت صحة الواقعة، حيث تبين أن المتهم قصد سرقة الطفلة بالإكراه، وحينما قاومت حاول قتلها والتخلص منها. واختتم المحامي، قائلا إن المتهم يواجه تهمتين، السرقة بالإكراه والشروع في القتل، والنيابة أمرت بضبطه وإحضاره. وكانت والدة الطفلة قد حررت محضرا بقسم شرطة الأهرام، بالتعدي على ابنتها بالضرب وإحداث ما بها من إصابات.