كد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية جوزيب بوريل، اليوم الخميس، مواصلة العمل على استئناف المفاوضات في فيينا بشأن برنامج إيران النووي. وقال بوريل، في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في الدوحة اليوم، إنها "لحظة مهمة وسنواصل العمل سوية لاستئناف المفاوضات في فيينا، ويمكن لقطر أن تلعب دورا مهما في الدفع لعقد هذه الاتفاقات بأسرع وقت ممكن". وأضاف: "كلانا يعرف أن إيران مستعدة للعودة لاستئناف المفاوضات، ولكن لابد أن يتحقق ذلك في أسرع وقت ممكن"، موضحا أنه تحدث إلى وزير خارجية إيران بأنهم سوف يستأنفون المفاوضات قريبا. وأوضح بوريل أن "هذه زيارته الأولى للدوحة وأن قطر صديق جيد لأوروبا وأن الاتحاد يعد ثاني أكبر شريك تجاري لقطر، ونعمل سويا في الكثير من القضايا الإقليمية وأن هناك الإمكانية لمزيد من التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي". وأعلن بوريل أن "الاتحاد الأوروبي سوف يفتتح بعثة له بالدوحة العام المقبل، وسيكون ذلك حدثا مهما لتعزيز التعاون والعمل المشترك، كما وقعنا اتفاقا للملاحة الجوية المدنية مع قطر التي ستكون الدولة الأولى في منطقة الخليج التي تبرم مثل هذا الاتفاق". وقال بوريل إن الوضع في أفغانستان قد أخذ الجزء المهم من المحادثات لطبيعة الدور الاستراتيجي الذي لعبته قطر في التعامل مع الوضع الجديد هناك، من أجل تسهيل التفاعل والتواصل مع السلطات في كابول وبقية العالم. وأضاف: "أنتم فعلتم ذلك أثناء عمليات الإجلاء وتقومون بجهد الآن بالإبقاء على مطار كابول مفتوحا، وأنا متأكد من أنكم ستواصلون القيام بذلك لضمان السفر الآمن، ولإيصال الدعم الإنساني، وستلعبون دورا مهما جدا في تسهيل الرسائل إلى طالبان حول توقعات المجتمع الدولي منهم وبشكل خاص توقعات الاتحاد الأوروبي". وحول الخطوات التي اتخذتها طالبان مؤخرا بخصوص المرأة، قال بوريل إن بعض ما حدث في أفغانستان مخيب للآمال. وحول أزمة الغاز في أوروبا، قال بوريل إن المحادثات في الدوحة لم تتطرق كثيرا للغاز، مضيفا: "بالتأكيد هناك زيادة كبيرة في أسعار الطاقة وهذا يشكل مصدر قلق كبير في أوروبا"، معتبرا أن قطر مصدر موثوق للطاقة ويمكن الاعتماد عليه بشكل كبير. بدوره، أكد وزير الخارجية القطري موقف بلاده ودعمها لدول الاتحاد الأوروبي في عمليات الإخلاء التي تتم من أفغانستان، وتوفير المنصة اللازمة لتسهيل الحوار بينهم وبين الحكومة المؤقتة في أفغانستان. وأضاف أن قطر تتابع تطورات الوضع في أفغانستان وتحث كل الأطراف الأفغانية على الانخراط في حوار للمصالحة الوطنية، وأن تتيح الحرية في السفر والتنقل لكل المواطنين، الأفغان والأجانب. وأكد الوزير القطري أهمية الالتزام بما تم الاتفاق عليه في الدوحة بشأن مكافحة الإرهاب، وحث الحكومة المؤقتة في أفغانستان على المحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني خلال السنوات الماضية. وقال: "نحث أيضا الدول الصديقة والحليفة على عدم وجود عزل لأفغانستان، وأن يكون هنالك انخراط دائم في الحوار وتسهيل وتيسير المساعدات الإنسانية وعدم تسييسها". وأضاف الوزير القطري أن المحادثات تناولت ملف الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا دعم بلاده التام لعودة الأطراف إلى طاولة التفاوض، والتزامها بما نص عليه الاتفاق النووي وأن تكون المنطقة خالية من الاسلحة النووية. وأوضح: "ما نحاول القيام به هو تخفيف التوتر والتصعيد ونواصل الدفع بتقدم إيجابي للعودة لمفاوضات الاتفاق النووي".