صخب هائل ذلك الذى استبق وزامن وتلا مجمل الجوائز الأدبية التى أعلنت هذا العام، سواء الرسمية منها كجوائز الدولة، أو غير الرسمية كجائزة نجيب محفوظ (قسم النشر بالجامعة الأمريكية)، وجائزة ساويرس، وأخيرا جائزة «بوكر» العربية التى أعلنت أخيرا عن قائمتها القصيرة التى ضمت المبدعين الستة الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة، لكن فائزا وحيدا هو الذى سيحصد مجمل هذه الجوائز التى «يتخانق» من أجلها المبدعون والنقاد، وأخشى أن تشمل القائمة بعد ذلك الشعوب والحكومات كما جرى أخيرا فى كرة القدم. فائز وحيد هو من يحصد على الدوام ما هو أهم من كل هذه الجوائز والتكريمات والشهرة سواء الإيجابية منها أوالسلبية، إنه القارئ. هو وحده الذى من أجله كُتبت كل هذى السطور، وصُممت الأغلفة وأُسست المسابقات، وهو أيضا من سيقول كلمته الأخيرة بغض النظر عن نتائج جميع الجوائز، لأن جائزته الكبرى هى الإبداع ذاته، الخبرة الشعرية للكون، والألوان الصافية والغامقة والمختلطة للحياة، والروائح العتيقة والخفيفة والمركبة للعالم فترى إذن من الرابح؟ وبالعودة لجائزة البوكر والتى ضمت قائمتها القصيرة هذا العام كلا من الروايات التالية: «يوم غائم فى البر الغربى» لمحمد المنسى القنديل، و«وراء الفردوس» لمنصورة عزالدين من (مصر)، «عندما تشيخ الذئاب»، لجمال ناجى (الأردن)، «السيدة من تل أبيب» لربعى المدهون (فلسطين)، «ترمى بشرر» لعبده خال (السعودية)، و«أمريكا» لربيع جابر (لبنان)، نجدها روايات تتقارب من حيث حجمها وعدد صفحاتها بينما تتنوع همومها وموضوعاتها، وفيما يلى عرض لهذه الروايات (يوم غائم فى البر الغربى) لمحمد المنسي قنديل.. تاريخ نهضة مصر وعذابها (أميركا) ربيع جابر.. مواجع المهاجرين العرب (وراء الفردوس) لمنصورة عز الدين .. حكايات طازجة (ترمى بشرر) لعبده خال.. عن الأسياد والدمى (السيدة من تل أبيب) لربعي المدهون.. محاكمة جريئة للذات والآخر (عندما تشيخ الذئاب) لجمال ناجي.. ترصد المتناقضات فى المجتمعات العربية