لا يمكن أن نتخيل العالم دون إنترنت، فمعظم القطاعات إن كانت اقتصادية أو تعليمية تعتمد عليه بشكل أساسي، لكن بحثاً جديداً حذر من أن عاصفة شمسية قادمة قد تضرب الأرض وتتسبب في انقطاع الإنترنت لعدة أسابيع أو أشهر لعدم وجود بروتوكولات معروفة للتعامل مع هكذا حوادث، ما سيُحدث كارثة عالمية. وخلصت ورقة بحثية قُدمت في مؤتمر "سيجكوم" الرائد في اتصالات البيانات والشبكات في العالم، من أن الكابلات الموجودة تحت الماء في البحار والمحيطات والتي تربط الدول قد تنقطع عن العمل لعدة أشهر، وفقا لموقع قناة "العربية". وأوضحت الورقة البحثية أن الشمس ستغمر الأرض دائماً بضباب من الجسيمات الممغنطة المعروفة باسم الرياح الشمسية إلا أن الدرع المغناطيسي لكوكبنا يمنع الجزء الأكبر من هذه الجسيمات، من إحداث أي ضرر حقيقي للأرض أو سكانها، وبدلاً من ذلك ترسل تلك الجسيمات نحو القطبين وتترك وراءها شفقاً قطبياً لطيفاً في أعقابها. لكن، الورقة البحثية حذرت أنه في بعض الأحيان، أي كل قرن أو نحو ذلك، تتصاعد هذه الرياح المحملة بالجسيمات إلى عاصفة شمسية كاملة ما قد يحدث كارثة عالمية. وفي التفاصيل، يمكن لعاصفة شمسية شديدة أن تغرق العالم وتجعله دون إنترنت لأسابيع أو أشهر، وفق ما كتب سانجيثا عبده جيوتي، الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا، في الورقة البحثية. وقال عبده جيوتي إن ما دفعه إلى التفكير في هذا الأمر هو الهلع وعدم الاستعداد الذي رافق وباء كورونا، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك بروتوكول للتعامل معه بشكل فعال، وهو نفس الشيء مع الإنترنت. ففي نفس السياق، أشار البحث إلى أنه إذا تعطلت الكابلات الموجودة تحت سطح البحر في منطقة معينة، فقد تنقطع قارات بأكملها عن بعضها البعض. فيما أفادت الورقة البحثية بأنه من الصعب التنبؤ بالوقت الذي سيستغرقه إصلاح البنية التحتية تحت الماء، مشيرة إلى أن انقطاع الإنترنت قد يكون على نطاق واسع لأسابيع أو أشهر. وختمت الورقة البحثية بتوصية مفادها البدء في التعامل مع تهديد الطقس الشمسي القاسي على محمل الجد مع توسع البنية التحتية العالمية للإنترنت، فقد قاال عبده جيوتي إن مد المزيد من الكابلات في خطوط العرض المنخفضة يعد بداية جيدة، وكذلك تطوير اختبارات المرونة التي تركز على آثار فشل الشبكة على نطاق واسع. وأضاف العالم الرئيسي في البحث أنه عندما تنفجر العاصفة الشمسية الكبيرة القادمة، ستصل إلى الأرض بعد حوالي 14 ساعة. يذكر أنه في التاريخ الحديث، سجلت عاصفتين فقط من العاصفات الشمسية، واحدة في عام 1859 والأخرى في عام 1921.