قال مسئول رفيع في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحركة تستخدم تكتيكاً جديدا" في مفاوضات تبادل الأسرى الجارية مع إسرائيل عبر الوسيط الألماني، يقوم على البحث عن مخارج تفاوضية للخلاف وعدم التصعيد الإعلامي .وقال المسئول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة اليوم السبت أن المفاوضات الآن في المربع الأخير، وفرصة إنجاز الاتفاق تبدو كبيرة. وأضاف أن المكتب السياسي للحركة قرر في اجتماعه الأخير في دمشق عدم الرد على الاقتراح الإسرائيلي برفض حاد وهجوم إعلامي، وإنما تقديم اقتراحات بديلة .وقال "الحركة في هذه المرحلة لا تريد أن تفتح جبهة إعلامية قد تؤثر على مجريات التفاوض عبر استعداء أطراف في إسرائيل مؤثرة في القرار، لذلك نفضل العمل التفاوضي الصامت للوصول إلى حلول للخلافات المتبقية بين الجانبين". وأوضح "الخلاف بات محصوراً في عدد قليل من الأسرى الذين ترفض إسرائيل إطلاقهم، وفي العدد الكبير الذي تنوي إسرائيل إبعادهم. وقال إن الحركة ستقدم اقتراحات تفاوضية من شأنها التغلب على القضية الأصعب في الصفقة، وهي استثناء عدد من كبار قادة الجناح العسكري للحركة والقادة السياسيين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وغيرهم، مع العلم أن إحدى الأفكار المعروضة للتغلب على هذه المشكلة هو إبعاد عدد من هذه الأسماء إلى الخارج. ويقول مسئولون في حماس أن قادة الجناح العسكري للحركة لا يمانعون الخروج إلى الخارج، لأن بقاءهم في الوطن يشكل تهديداً على حياتهم. وأوضح أحد المسئولين في الحركة أنه معروف أن إسرائيل لن تترك أيا من هؤلاء ينعم بالحياة والحرية، وتقديراتنا أنها ستقدم إما على اغتيالهم، أو اعتقالهم بصورة مفتوحة ودائمة، لذلك فإن خروجهم لفترة معينة سيكون أفضل لهم، لكنه شدد على أن الحركة ستترك قرار قبول الإبعاد للأسير نفسه ولن يكون لها أي قول فيه.وفي شأن الخلاف الثاني المتعلق بالإبعاد الداخلي، قال المسئول إن إسرائيل تعرض إبعاد 200 أسير إلى قطاع غزة، وأضاف إن المفاوضات في المرحلة المقبلة ستنصب على تقليص عدد المبعدين إلى قطاع غزة إلى أدنى حد ممكن، رافضاً الكشف عن هذا الحد لأسباب تفاوضية.