في 31 أغسطس، تحل ذكرى رحيل الأميرة ديانا، التي اجتمع على حبها الملايين، تعاطفا مع حياتها التي امتلأت بالمعاناة أثناء فترة زواجها من الأمير تشارلز، وأيضا إعجابا بشخصيتها النبيلة وإنسانيتها في رعاية الآخرين وتعاطفها معهم، ونهايتها المأساوية في حادث. كانت ديانا تبلغ من العمر 36 عامًا عندما توفيت، بينما ابناها الأمير وليام والأمير هاري يبلغان من العمر 15 و12 عاما، وفي صباح يوم 31 أغسطس عام 1997، أصيبت الأميرة ديانا بجروح قاتلة بعد تحطم السيارة التي كانت تستقلها في نفق بونت دي ألما في باريس. حاولت كثير من الأفلام تجسيد أجزاء من حياة الأميرة ديانا منذ وفاتها، سواء وثائقية أو روائية طويلة، منها "Diana the real truth"، "Diana,7days"، "Diana our mother"، كما كُتبت عشرات الكتب عن حياة أميرة القلوب كما لُقبت، وآخر هذه الأعمال المثيرة للجدل فيلم "spencer"، الذي تدور أحداثه حول السنوات الأخيرة في حياتها. تلعب الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت، دور الأميرة ديانا، وهو ما كان مثيرا في البداية للقلق، عن قدرات الممثلة الشابة في تجسيد هذه الشخصية، لكن بعد عرض الإعلان الترويجي الأول للفيلم، ارتفعت طموحات المشاهدين حول مدى اتقانها للدور. ذكر موقع "يو إس إي توداي"، أن أداء ستيورات أثار حماس النقاد، منهم الناقد السينمائي سكوت مينزل، الذي قال: "بناءً على ما رأيته، يبدو أن كرستين ستفوز بالأوسكار.. أنا على أتم الثقة أن هذا الفيلم سيمثل نقلة في تاريخ كرستين ستيوارت". يعتبر بابلو لارين، مخرج الفيلم، ستيوارت هي الاختيار المثالي لأداء شخصية الأميرة ديانا، وإن كان مفاجئا للكثيرين، وقال: "كريستين ممثلة تستطيع أن تقدم أنماطا كثيرة، وتعبر عن كل المشاعر بسلاسة، تبدو هشة جدا وقوية جدا وأحيانا في منتهى الغموض، وذلك ما كنا نحتاجه أثناء العمل على الفيلم"، وفق موقع "أوبرا ديلي". بينما قالت ستيوارت في حوار سابق لها، أكتوبر 2020، لمجلة "إنستايل": "إنها واحدة من أكثر القصص حزنا على الإطلاق، وأشعر بضغط شديد أثناء العمل على الشخصية، فأنا لا أريد أن ألعب دور ديانا فقط، بل أريد أن أعبر عما كان يدور بداخلها ضمنيا"، كما تدربت ستيوارت على اللكنة الإنجليزية وطبقة الصوت لفترة طويلة قبل البدء في التصوير، وكشفت أنها لم تكن متحمسة في البداية للعب الدور. وعن استعدادها للدور، أوضحت ستيورات أنها أمضت وقتا طويلا في محاولة "الدخول إلى رأس الأميرة الراحلة" وفهم شخصيتها، من خلال مشاهدة وقراءة والاستماع إلى كل مقابلاتها القديمة واللقطات التي كانت تؤخذ لها، وقالت: "إنني حتى بعد أن انتهيت من التصوير، لا أستطيع التوقف عن التفكير فيها، وأتساءل عما كانت ستفكر فيه بشأن ما يحدث في العالم الآن". بحسب مجلة "فرايتي"، سيعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي، الذي من المقرر أن يبدأ في 1 سبتمبر، أما وجوده في دور العرض، سيكون في 5 نوفمبر 2021. أدان الكثيرون الفيلم عند الإعلان عنه في البداية، من منطلق أن القصة تم تقديمها كثيرا، أيضاً مهاجمين اختيار ستيوارت للدور، لكن ذكر صناع العمل في لقاءاتهم، أنهم لم يكونوا معنيين بتقديم معلومات جديدة عن حياة الأميرة الراحلة، بل كان الشاغل لهم هو التعبير عن مشاعرها عما يدور بداخلها تجاه كل ما يحدث في حياتها، ويركز على اكتشاف ديانا لذاتها وقوتها وحبها لأبناءها، وقال مخرج الفيلم: "إنه افتراض خاطيء لم يعرف أحداً منا الأميرة ديانا حقا، إنني أصنع حكاية خرافية بناء على أحداث حقيقية توضح مشاعر هذه المرأة، وكريستين مثالية لهذا الدور". ومنذ أن عرض الإعلان الدعائي للعمل، خرجت كثير من العناوين في الصحف الأجنبية للحديث عن اتقان ستيوارت لطريقة النطق الإنجليزية (لكنة) أثناء حديثها؛ مما يعد مؤشرا جيدا تجاه أداءها للشخصية، كما تحدثت مقالات أخرى عن جائزة الأوسكار، على سبيل المثال، موقع "إل سي آي" الفرنسي، ذكر في عنوانه الرئيسي: "كريستين ستيوارت في ثوب الأميرة ديانا.. هل هي في طريقها إلى الأوسكار؟"، ووصفتها مجلة "في إل" الألمانية ب"المذهلة".