أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أمس الخميس، وقوع 3 تفجيرات داخل مطار العاصمة الأفغانية كابول، وأكد جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، اندلاع تفجيرات شنها انتحاري من تنظيم الدولة، نتج عنها إصابة العشرات، حسب ما ذكرته سي إن إن العربية. جاء ذلك عقب تحذيرات مسبقة من الكونجرس الأمريكي و كلاً من بريطانياوأستراليا، مساء الأربعاء من احتمالية وجود تفجيرات إرهابية في مطار العاصمة الأفغانية كابول، وطالبت رعاياها بالخروج من المطار لحين التأكد من الأمر ، وفقا لشبكة بي بي سي العربية. وبالرغم من حرص جميع الدول علي إجلاء رعاياها من أفغانستان بعد تدهور الوضع الأمني عقب سيطرة حركة طالبان علي الحكم إلا أن الصين وتركيا قررتا إبقاء رعاياهما، في التقرير التالي ترصد الشروق الأسباب وراء ذلك. الصين والمصالح المشتركة في حين اتجهت جميع الدول لجلب رعاياها من أفغانستان، لم تعلن الصين عن عزمها إجلاء رعاياها، حيث تحاول الصين الإستفادة من انهيار المشروع الأمريكي في أفغانستان، طبقاً لما نشرته سكاي نيوز العربية، وأعلنت استعدادها لإقامة علاقات ودية تعاونية مع طالبان، في الصين، وصرحت وسائل الإعلام الصينية بإمكانية تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى في ظل حكم طالبان ، مثل مشروع منجم "أيناك للنحاس" ، أكبر مناجم النحاس في أفغانستان والثاني في العالم، وتحويله إلى حقول النفط الشمالية في مدينتي فارياب وساري بول. ويرجع موقف الصين من طالبان إلى أن أفغانستان تجاور مقاطعة شينجيانغ، التي يسكنها مسلمو الأيغور، وفي ذات الوقت، أعلنت طالبان عزمها علي ترك مسلمي الصين وشأنهم. بعدما تجمدت معظم مشاريع التعدين والبناء في الصين، نتيجة لانعدام الأمن، تطلعت بكين لرواسب الليثيوم الوفيرة الموجودة في أفغانستان، حيث شبهت بالسعودية وما تملكه من احتياطي النفط، كما حفزت شركات تصنيع السيارات الكهربائية، والتي تعد الصين أكبر مصنع لها، استثمار رواسب الليثيوم الموجودة في أفغانستان. تركيا وتطلعات السيطرة ذكرت شبكة بي بي سي العربية أن تركيا تبذل جهودًا كبيرة لاحتلال رقم مهم في الترتيبات السياسية المزمع صياغتها في أفغانستان خلال الفترة القادمة، جاءت تلك التحركات التركية تجاه أفغانستان، كما تسعي لتحسين العلاقات مع الغرب. أجرت تركيا مفاوضات مع الولايات المتحدةالأمريكية، لاستمرار القوات التركية في أفغانستان تأمين مطار كابول المؤسسات والمنشآت الحكومية من خطر تمدد طالبان. يشكل مطار كابول أهمية إستراتيجية للولايات المتحدةالأمريكية وحلف الناتو، لذا قررت تركيا المشاركة في تأمين المطار والمنشآت الحكومية الأفغانية، لكي تتخذها ورقة ضغط لمساومة واشنطن علي تسوية الخلافات القائمة بينهما. كما تسعي تركيا من خلال مشاركتها في حماية المنشآت الأفغانية، للحصول علي موافقة الولايات المتحدةالأمريكية، للسماح لها بالعودة إلى برنامج طائرات إف _ 35، والحصول علي منظمة الصواريخ الروسية إس_400، ولكي تتمكن من المطالبة بأي دعم دبلوماسي أو لوجيستي أو اقتصادي. وجدت تركيا في إبقاء قواتها في أفغانستان لتأمين مطار كابول سبيلاً لتعزيز وضعها الاقتصادي والسياسي مع دول آسيا وأفريقيا، حيث تتجه تركيا لاستبدال طرق التجارة المارة من إيران وروسيا، بممر الوسط الذي يربط بينها وبين الصين مروراً بعدة دول آسيوية منها أفغانستان، ويعد ممر الوسط أقل تكلفة من ممر الشمال، كما يؤدي لسهولة اتصال تركيا بدول آسيا الوسطي خاصة أذربيجان و كازاخستان وتركمانستان. وفي سياق آخر، سارعت باقي الدول لسحب رعاياها من أفغانستان ومنها: الولايات المتحدة واصلت الولايات المتحدةالأمريكية إجلاء رعاياها، ونشرت 5 آلاف جندي لتسهيل عملية الإجلاء، التي من المفترض انتهاءها في 31 أغسطس، حسب الأتفاق المبرم مع حركة طالبان. بريطانيا أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سترسل نحو 600 جندي إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء رعاياها مع الابقاء علي عدد من موظفيها هناك ألمانيا صرحت المستشارة الألمانية ميركل، أن ألمانيا تحتاج لإجلاء نحو 10 آلاف شخص، وأغلقت سفارتها في أفغانستان مع إجلاء موظفي السفارة بعد تأمين عسكري لمطار كابول. إيطاليا بصورة عاجلة سحبت إيطاليا الرعايا والدبلوماسيين الموجودين في أفغانستان وصرح جويريني، وزير الدفاع الإيطالي أن بلاده تسمح بنقل المتعاونين الأفغان إلى إيطاليا أستراليا بدأت أستراليا عملية الإجلاء مبكراً وأغلقت سفارتها في كابول منذ مايو الماضي، مع بداية هجمات حركة طالبان الموسعة علي أفغانستان. تركمانستان أصدرت وزارة الخارجية التركمانستانية، قرراً بفتح أجوائها لإجلاء مواطنيها من أفغانستان، وفقاً للالتزامات الدولية، ضمن أحكام القانون الإنساني الدولي. الهند أغلقت الهند سفارتها في أفغانستان وسحبت سفيرها ، خوفاً من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان الناتج عن استيلاء طالبان علي العاصمة بعد انهيار الجيش الأفغاني. وتمكنت الهند من إجلاء نحو 200 شخص من رعاياها علي متن طائرات عسكرية تابعة لها، وما زال عدد من رعاياها عالقين في مطار كابول ولم يستدل علي عددهم بالتحديد. هولندا أعلنت سيجريد كاج، وزيرة الخارجية الهولندية، عزم بلادها علي إبقاء سفارتها مفتوحة لأطول فترة ممكنة، وأكدت ان إجلاء الرعايا الهولنديين سيتم بالكامل في حال إستمرار تدهور الوضع الأمني. الدنمارك أغلقت الدنمارك سفارتها في كابول وأكد، جيبي كوفود، وزير الخارجية الدنماركي أن إجلاء رعايا بلاده سيتم بالتنسيق مع النرويج. النرويج أغلقت النرويج سفارتها لدي كابول وبدأت عملية، ورحبت النرويج بالافغان بالنزوح إليها إذا كان لديهم أقارب في النرويج. التشيك مثل كثير من الدول أعلنت التشيك إجلاء دبلوماسييها من سفارتها بكابول مع تزايد التدهور الأمن الحاصل في أفغانستان لتلحق بقطار الدول الغربية التي أجلت الدبلوماسيين التابعين لها.