مر أكثر من عام ونصف منذ تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في العالم، الأمر الذي أصاب مختلف القطاعات والمجالات بالركود، وتوقف العديد من الأنشطة، وخاصة حركة السفر والتنقل، التي أثرت سلبًا على السياحة، وكل ذلك أدى بدوره إلى تأثر الاقتصاد العالمي، وذلك إلى جانب الخسائر البشرية. ومنذ يومين، أعلن محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية في مصر، بدء الموجة الرابعة لفيروس كورونا في مصر، قائلا إن إصابات كورونا تزداد بنسب واضحة للغاية. وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة السياحية الدكتورة راندا العدوي رئيس المكتب الإقليمي لإفريقيا والشرق الأوسط بالاتحاد الدولي لخبراء التنمية المستدامة، إن القطاع السياحي في مصر، صمد في وجه أعتى أزمة عالية، وأقساها اقتصاديا، تخطت خسائرها الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت العالم. وأوضحت، في تصريحات صحفية، أن هناك عدة طرق يجب أن يتوجه قطاعي السياحة والآثار إلى الاستثمار بها، في ظل تداعيات دخول الموجة الرابعة لفيروس كورونا، التي طالت العديد من دول العالم، وذلك عبر عرض الخطط والبرامج المستقبلية، وهي حجز برامج السياحة العلاجية، وسياحة فنادق العزل، عبر استحداث لجنة تجمع وزارتي السياحة والآثار، والصحة؛ لتقديم منتج جديد يروج خارجيا لشريحة الأثرياء. وتابعت أن هناك طرق أخرى للربح يجب استخدامها من قبل الفنادق وشركات السياحة، وهي الاستثمار في منصات الفيديو، ومواكبة التسارع والتطور اللحظي والمنافسة لليوتيوب والتيك توك وكواي والتطبيقات المماثلة، عبر تقديم العروض والبرامج ومقاطع الفيديو على تلك المنصات، وهنا يكون الهدف ترويج المنتج السياحي المصري، بالإضافة إلى إيجاد منافذ للربح جديدة تقدر بآلاف الدولارات، والترويج للشركات عبر أقوى منصات التأثير على قرارات السائح. واستطردت: "يمكن بيع تجارب حية (جولات بث مباشر)، في المتاحف والمواقع الأثرية التي تزخر بها مصر، عبر محتوى مخصص بكود، يصطحب السائح في جولته، يتضمن خاصية التفاعل الحي بينه وبين مقدم الخدمة (مرشد سياحي)"، مؤكدة أن العالم أصبح يحتاج لتلك الآليات الحديثة. وأكدت أنه من الضروري التوجه نحو إنشاء موقع وتطبيق "حجوزات رحلات"، يكون بالشراكة بين القطاع الخاص والحكومي المصري، يحتوي على جميع الخدمات المقدمة من حجز تذاكر طيران والفنادق والرحلات، بأسعار منافسة قوية؛ حتى لا نخضع لمحركات أو تطبيقات للحجوزات، ونهدر مورد للعملة المحلية الصعبة. واقترحت ضرورة إنشاء مجلس وليس لجنة ل"السياحة الإلكترونية"، مهمته الأساسية تنظيم بيئة العملة الإلكترونية المتعلقة بالسياحة، والترويج عبر الفضاء الإلكتروني، وبث رسائل إلكترونية عن المقاصد السياحية المصرية، والتواصل مع الكيانات والمنظمات المتخصصة في ذلك المجال، مؤكدة أن القطاع السياحي مطالب بأن يسبق الزمن الإلكتروني بخطوة، في ظل المستحدثات والأزمات العالمية.