يبحث خبراء ومستشارو اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم فى اجتماع مع الوزير د.يسرى الجمل هذا الأسبوع أمر استبدال قصة «الأيام» لعميد الأدب العربى د.طه حسين المقررة على طلاب الثانوية العامة بأخرى، بسبب أنها تسيئ للأزهر ورجاله، وهى القصة التى درستها أجيال من الطلاب باعتبارها نموذجا لمرحلة من المراحل الفارقة فى حياة فن الرواية العربية والسيرة الذاتية معا. وقال حسن بخيت مستشار اللغة العربية بالوزارة إن القصة تحتوى على بعض الأقوال والسلوكيات التى تسيئ إلى الأزهر ورجاله، بالإضافة إلى أن الإعداد التربوى للقصة لم يكن على المستوى المطلوب حسب رأيه. وعلق د.رشدى طعيمة مستشار اللغة العربية بالوزارة بقوله إن التغيير مطلوب دائما، خاصة أن القصة مقررة منذ أكثر من ثلاث سنوات متتالية، ولابد من اختيار كتاب جديد يواكب متطلبات العصر، وقد أدت قصة الأيام وظيفتها فى مرحلة معينة حسب رأيه. وكشف طعيمة أن من بين المقترحات التى ستقدم للوزير أن تستبدل أيام طه حسين بقصتين أخريين، تقرر إحداهما على طلاب الوجه البحرى والأخرى على طلاب محافظات الوجه القبلى مراعاة للخصوصية الثقافية حسب رأيه. من جانبه رفض د.سيد البحراوى رئيس قسم اللغة العربية بآداب القاهرة استبدال أيام طه حسين بأخرى، مؤكدا أنه يندر أن يوجد نص أدبى يؤدى أدبيا ولغويا ونقديا وتربويا ما تؤديه أيام طه حسين. «هذا نص من أصدق ما كتب طه حسين فى سيرته الذاتية، ويتحدث فيه عن مرحلة الطفولة والمراهقة بلغة لطيفة وبسيطة وواضحة تناسب المرحلة العمرية للطلاب الذين يدرسونه، ونص يعبر عن مرحلة مهمة فى حياة وتطور الرواية العربية يقع بين الرواية والسيرة الذاتية»، على حد تعبيره. وأضاف البحراوى: «أما الأجزاء التى تحدث فيها عن الأزهر، فهى حقيقية وتعبر عن وضع الأزهر فى ذلك الوقت أواخر القرن قبل الماضى بجموده وتخلفه، وعندما نشر النص لم يرد أحد من رجال الأزهر أو يعترض على ما جاء به وكان طه حسين مازال على قيد الحياة»، حسب قول البحراوى.