في أحدث مؤلفاته الأدبية «رق الحبيب»، يحاول الكاتب والقاص الدكتور محمد المخزنجي، معالجة ثنائية «الافتقاد والعزاء»، عبر مجموعة من القصص القصيرة التي تدور حول المرض والموت والآلم البشرى وتتعرض للحظات الافتقاد بأنواعه.. افتقاد الحرية، الصحة، الحب، الأصدقاء، الحياة. و«رق الحبيب» نصوص قصصية جديدة للدكتور محمد المخزنجي، الذي يبدو كثيرًا وكأنه يبتعد منفصلًا عن هذا الفنِّ الأدبي ليتصل بعوالم أخرى عبر الكتابة، لنكتشف بعد ذلك أنه لم يبتعد إلا ليقترب أكثر من حبِّه الأول: فنِّ القصة، فيذهب بهذا الفن إلى أصقاع غير مألوفة، خاصة في تلك القارة المجهولة التي ندعوها: النفس البشرية. وعلى غلاف المجموعة القصصية نقرأ: "هَرِمت أغنيته الوحيدة، وآذنت بالذبول والتلاشي، فلم يُسلِّم بذلك، جعل المحبوبة الغائبة تحيا ولها بيتٌ قريبٌ تسكنه، وهذا البيت يدعوه للدخول. وكان بيت الوهم سيتقوَّض حتمًا مع أول لمسة لأصغر اختبار واقعي. سواء بمحاولة دخوله، أو بعائق يؤجِّل هذا الدخول، أو بحقيقة تنسف بنيانه الوهمي كلّه. كان "قصب" في تفاقم توهماته ميِّتًا ميِّتًا، وساقت له الأقدار مَنْ تؤجِّل له بؤس النهاية شهرًا ونصفًا بإيجاد المحبوب وإن كان على سفر. ربع قرن متواصل من الحب المطلق زادته "هي" شهرًا ونصفًا. إنه الحبّ حتى مطلق الحياة، أو حسم الموت، والذي لا يقوى عليه غير المجانين".