• محمود رخا مصمم الروبوت: موسى لم يكن روبوتا بل صديقا وأخا ليحيى ولم يكن من المفترض أن يظهر موسى لامعا براقا لأنه صُنع داخل ورش خراطة • محمود علي: الجزء الأخير من الفيلم ألوانه مستوحاة من ألوان لوجو الهرم الرابع الخضراء لتأكيد ربط العالم السينمائي ببعضه بدأ عرض فيلم "موسى" منذ أيام في دور السينما المصرية، وكثرت النقاشات حوله باعتباره بداية أول عالم سينمائي مصري سوف يتبعه سلسلة من الأفلام الأخرى بأشخاص وأبطال خارقين، والعمل من بطولة كريم محمود عبدالعزيز، وإياد نصار، وصبري فواز، وأسماء أبواليزيد، وسارة الشامي، وتأليف وإخراج بيتر ميمي. تدور أحداث الفيلم حول "يحيى" شاب يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة لتعرضه إلى السخرية والعنف والضرب أحيانا ممن حوله، ويعيش مع والده بعد وفاة والدته، يدرس هندسة الميكاترونكس، يتعرض لهجوم عنيف يؤدي إلى مقتل والده أمام عينيه على يد بلطجي واحتراقه، فيقرر استغلال قدراته ويصنع روبوت يسميه موسى لينتقم. خلف كواليس هذا العمل الكثير من المجهود للخروج به في أفضل صورة ممكنة، ونتعرف في السطور التالية على اثنين من فريق عمل الفيلم، وهما محمود رخا مُصمم الروبوت موسى، ومحمود علي المسؤول عن تصحيح الألوان، في حوار خاص ل"الشروق". • موسى.. رحلة بدأت عام 2018 يحكي رخا أن أول مناقشة عن موسى بدأت تحديداً عام 2018، مع المخرج بيتر ميمي، وفي نفس اليوم بدأ رسم أول اسكتش للروبوت بعد حماسه الشديد للفكرة، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث شرع رخا في رسم اسكتشات لروح شخصية موسى وهيئته عموما، خاصةً بعد قراءة سيناريو الفيلم، وكان الأهم بالنسبة له تصميم روبوت مناسب للقصة. يقول رخا: "كان مهم جدا مذاكرة شخصية يحيى بحالته النفسية وبكل دوافعه وعدم تجاهل الطريقة التي سوف ينفذ بها الروبوت والإمكانيات المتاحة له وعامل الوقت داخل الأحداث في الفيلم، لكي أحافظ على واقعية التصميم المناسبة للحدث، لذلك لم أترك لخيالي الشخصي وطموحاتي الفردية التعامل في التصميم". وأضاف رخا أنه كان من المهم تكامل التصميمات المرتبطة بالروبوت موسى، حيث تظهر نسخة مصغرة منه في بداية الأحداث، ثم يقرر يحيى تحوليها إلى نسخة أكبر، لأن دراميا تم تنفيذها من خلال شخص واحد. • لم يكن مجرد روبوت بل صديق للبطل يقول رخا إن من أهم الجوانب التي كانت تشغله أثناء التصميم هو توصيل شعور للجمهور أن موسى ليس مجرد روبوت بل صاحب وأخ ليحيى، يعوضه عن حالة الوحدة التي يعيشها، يجب أن يحبه الجمهور ويتعاطف معه ويكون له طابع خاص قريب من الإنسان. وأكمل: "أستطيع القول إن كل تفاصيل تصميم موسى لها مرجعية وأساس وسبب، حتى التكنولوجيا التي بُني عليها وطريقة التحكم موجودة بالفعل حاليا في الخارج، كل هذه التفاصيل كانت تزيد من صعوبة عملي، خاصة وأنها التجربة الأولى من نوعها". حدثت كثير من النقاشات بين رخا والمخرج بيتر ميمي أثناء العمل على تصميم الروبوت، خاصةً في الأمور المتعلقة بمهام موسى داخل إطار الأحداث، التي أثرت على شكل التصميم من بدايته، وتم إجراء تعديلات أكثر من مرة قبل الوصول للشكل النهائي، وبعد أول مراحل تنفيذه في الجرافيكس، للوصول إلى نسخة مُقنعة. ظهرت في أحداث الفيلم رسومات مختلفة للروبوت، وكانت هذه الاسكتشات من تصميم رخا ومُعدة خصيصاً لهذه المَشاهد، سواء رسومات يحيى أو دكتور فارس لنفس الروبوت، وكان حريصا في رسم كل منهما أن تكون مناسبة لأسلوب الشخص المنفذ لها داخل الفيلم. وأوضح: تواجدي في التصوير لم يكن ضروريا بقدر كبير، لكن تواجدت في بعض المشاهد الخاصة بمرحلة تصنيع موسى، ودوري كان في مرحلتين قبل التصوير أثناء تحضير المشاهد وعمل الاستوري بورد والكونسبت الذي كان بناء على معاينات لأماكن التصوير؛ لكي نستطيع تحديد كل تحركات موسى ويكون كل شيء مدروس من البداية. قال في نهاية حديثه: "لم يكن من المفترض أن يظهر موسى لامعاً براقاً، أو كأنه صُنع في أماكن عالية التنفيذ، في النهاية نلاحظ في المشاهد نفسها أن يحيى بطل الفيلم قام بتنفيذه داخل ورش الخراطة ويدويا من تجمع الخردة وقطع غيار جاهزة، لذلك كان يجب على التصميم أن يراعي هذه التفاصيل ليكون مكمل لها ومناسب للصورة النهائية". • موسى والمزج بين الدفء والأكشن يُصنف الفيلم أنه ينتمي إلى الأكشن والتشويق، لكن لم يكن هذا كل شيء، حرص المخرج بيتر ميمي على خلق روح ولمسات دافئة تربط بين الشخصيات، من خلال مستويات عدة، اتضحت في ديكور المهندس أحمد فايز، ونوعية الألوان المستخدمة للصورة السينمائية، وبرز ذلك في علاقة يحيى بوالده والمشاهد الأولى للمنزل العتيق، الممتليء بالتُحف النادرة. يقول محمود علي، عن هذا المزج: "باليت الألوان بين الابن والأب كانت تميل للألوان الدافئة للتعبير عن الروح التي تجمع بينهما في المنزل وحالة الارتباط الكبيرة، بينما كانت ألوان الجامعة باردة، حيث يتعرض يحيى للإهانة مما يكون شعور بعدم الراحة وسوء حالته النفسية، واختلفت باليت ألوان الجزء الأخير من الفيلم، التي كانت مستوحاة من ألوان لوجو الهرم الرابع الخضراء لتأكيد ربط العالم السينمائي ببعضه، وبشكل عام ألوان الفيلم تميل إلى التشبع والخلط بين البيئة المصرية وألوان خيالية إلى حد ما للتماشي مع قصة العمل". وأضاف أن العمل كان صعب على جميع الأصعدة، لأنه التجربة الأولى، وأول فيلم في السلسلة، والمقارنات بينه وبين الأعمال العالمية بالتأكيد سوف تحدث، لكن ما كان يشغل عقول صناعه أن تكون التجربة جديدة وجريئة ومميزة.