أحيا الرئيس المكسيكي اندريس مانويل لوبيز أوبرادور ذكرى سقوط إمبراطورية الأزتك في ما يعرف اليوم بالمكسيك على يد الأسبان قبل خمسمائة عام باحتفالية مثيرة للجدل. وطالب رئيس الدولة القومي اليساري اليوم الجمعة من ضحايا "كارثة" الغزو الأسباني العفو عن مرتكبي الجرائم. وقال الرئيس في مكسيكو سيتي إن شيئا من هذا القبيل يجب ألا يحدث مرة أخرى. وأضاف لوبيرز أوبرادور خلال حفل رسمي حضره ممثلون عن السكان الأصليين في المكسيك والولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى رجال من السلكين العسكري والسياسي: "إن الدرس العظيم من ما يسمى بالغزو هو أنه لا يوجد مبرر لفرض نموذج اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي أو ديني على الشعوب أو الثقافات الأخرى لصالح الغزاة باستخدام العنف". وفي ذكرى سقوط عاصمة الأزتك تينوختيتلان في 13 آب/أغسطس من عام 1521 شيدت الحكومة المكسيكية نسخة طبق الأصل مصغرة من معبد الأزتك الرئيسي الذي تم بناؤه في ساحة زوكالو المركزية بالعاصمة. إلا أن علماء الآثار المرموقين في البلاد رفضوا هذا النموذج المقلد. وقال خبير الحضارة الأزتكية إدواردو ماتوس موكتيزوما إن النموذج المقلد يبدو مجرد رغبة في الاستعراض إذا قورن ببقايا معبد تمبلو مايور الحقيقي الذي يبعد أمتارا قليلة من مقر الاحتفال. سعى عدد كبير من العلماء إلى وضع نقطة تواصل مع البرنامج الحكومي الرسمي من خلال سلسلة محاضرات تستمر عدة أيام للتذكير بسقوط إمبرطورية الأزتك. كانت تينوختيتلان واحدة من أكبر المدن في العالم تضم أكثر من 200 ألف نسمة عندما وصل الأسبان بقيادة هيرنان كورتيس إليها عام 1519 وفاجأوا الحاكم آنذا موكتيزوما الثاني بالغزو. وفي غضون عامين وبمساعدة الشعوب الأصلية الأخرى التي أخضعها الأزتيك قام الأسبان بتدمير المدينة تماما وبالتالي أبادوا حضارة الأزتك الراقية. وعلى أنقاض تلك المدينة قاموا ببناء عاصمة جديدة تحت إمرة نائب الملك الأسباني الجديد، وأسموها مكسيكو سيتي.