باتت التليفونات المحمولة منتشرة ومهمة فى حياتنا، بقدر انتشار وأهمية أجهزة الكمبيوتر الشخصى، وهذا يعنى أنها باتت أيضا معرضة للهجوم الذى تتعرض له أجهزة الكمبيوتر الشخصية من الفيروسات والقراصنة. شركة برمجيات الحماية من الفيروسات الروسية «كاسبرسكى» أصدرت تقريرا هذا العام عن برنامج خطير ظهر حديثا يستولى على الأموال عن طريق التحكم فى تليفونات نوكيا، وأخذ مبالغ من أرصدة شحن أصحاب التليفونات بطريقة ما. الشهر الماضى أيضا ابتكر طالب استرالى فيروس تجريبى من نوع (الدودة) worm، يمكنها اختراق بعض أجهزة آى فون، هذه الدودة لم تسبب أذى حقيقيا لآى فون، ولكن بالنسبة لخبراء الأمن فإنها تعنى الكثير لهجومات مستقبلية محتملة. وكلما كانت هناك مشكلات أمنية، كان هناك مبادرون ومستثمرون يهمهم اغتنام الفرصة وكسب الأموال من وراء تلك المشكلات الأمنية. مثل تلك الشركة الجديدة فى وادى السيليكون والتى تسمى «لوك آوت» Lookout، والتى بدأت هذا الشهر برأس مال 5.5 مليون دولار، وتنوى العمل تحديدا فى مجال حماية التليفونات المحمولة من المخاطر الأمنية. «لوك آوت» الموجودة فى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، كانت سابقا مجموعة استشارية يديرها مجموعة من المتخرجين الجدد من جامعة جنوب كاليفورنيا، وتهدف الشركة فى شكلها الجديد أن تكون عملاق الأمن فى عالم التليفونات المحمولة، تماما مثل الدور الذى تلعبه شركة سيمانتيك فى عالم أجهزة الكمبيوتر الشخصية. هذا العام بدأت «لوك آوت» فى تجريب برنامج أمنى للتليفونات المحمولة يعمل على أنظمة تشغيل ويندوز موبايل وأندرويد، وتنوى قريبا تقديم حلول أمنية أخرى للتليفونات من نوعيات «بلاك بيرى» و«آى فون». البرنامج يقوم بحماية التليفونات المحمولة ضد البرامج الضارة، وتعطى أصحاب التليفونات القدرة على صنع نسخا احتياطية ومسح بيانات موجودة على تليفوناتهم من على بعد، كما تمكنهم من تعقب أماكن وجود تليفوناتهم عن طريق الإنترنت. النسخة الأساسية من البرنامج مجانية، بينما تخطط الشركة لتكلفة المستخدمين اشتراكا شهريا لاستخدام نسخة ذات مزايا أكثر. جون هيرنج المدير التنفيذى لشركة لوك آوت والذى يبلغ من العمر 26 عاما، قام على مدى سنوات بعمل أبحاث عن المخاطر الأمنية المحتملة على التليفونات المحمولة، ويقول جون إن الناس تدخل الإنترنت عن طريق التليفونات وتقوم بتنزيل برامج أكثر من أى وقت مضى، وهو الشىء، الذى يجلب معه مخاطر أمنية. وتعد لوك آوت مثالا على محاولات كثيرة لفتح مجال أعمال جديد يعتمد على انتشار التليفونات الذكية، فالآلاف من الشركات تصنع ألعابا خاصة بالموبايل، وأدوات للتسوق وبرامج أخرى عديدة، وهو الشىء الذى نما بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، فى الوقت الذى بدأ فيه آى فون عمليا بالانتشار، ويؤمن القائمون على لوك آوت وغيرها أن هذا هو الوقت المناسب للوجود فى هذا السوق الواعد. ويقول أحد المستثمرين فى شركة أخرى للدفع عن طريق المحمول «قواعد المحمول مختلفة، فهذه هى أكثر أجهزة الناس خصوصية، ويجب حمايتها بكل تأكيد»، وتقوم شركات كبيرة بالفعل ومنذ سنوات مثل ريسرتش إن موشن الصانعة لتليفونات بلاك بيرى وغيرها بتقديم أدوات لحماية المحمول، وكذلك شركة سيمانتيك التى لديها قطاع كامل لحلول حماية التليفونات المحمولة. وقام مؤسسو شركة «لوك آوت» عام 2005 بالقيام بتجربة عملية ومعلنة لإظهار مظاهر ضعف التليفونات المحمولة أمنيا، فقاموا بالوقوف أمام مقر الاحتفال بمنح جوائز الأوسكار السينمائية، وتتبعوا التليفونات المحمولة للنجوم العابرين على السجادة الحمراء، عن طريق تقنية بلوتوث، ووجدوا أن 100 تليفون محمول على الأقل كانوا صالحين للاختراق. وفى نفس العام قاموا باختراق أحد التليفونات على بعد ميل كامل عن طريق بلوتوث أيضا. ويقول مؤسسو لوك آوت أن مخاطر التليفونات المحمولة الأمنية لا تزال أقل بكثير من مخاطر أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ولكنهم يرون أن هناك حاجة ملحة لبرامج تحافظ على البيانات الموجودة على المحمول، وأن البرامج المتوافرة حاليا لا تعمل بكفاءة بالنسبة للأنواع المختلفة من التليفونات أو شبكات التغطية، فى حين أن مشروعهم هو برنامج يعمل مع أى جهاز وأى شبكة. ويقول جيف موس الخبير الأمنى ومنظم مؤتمر «بلاك هات» Black Hat يقول إن برامج حماية أجهزة الموبايل كانت فى البداية حلول تبحث عن مشكلة، لكنها باتت الآن ذات أهمية كبيرة، خاصة مع تطور أنواع المخاطر المحتملة، فى الوقت الذى نذهب فيه باتجاه استخدام المحمول فى التسوق الإلكترونى أو الحلول البنكية، الأشياء التى لا يجب أن تخاطر بأموالك فيها دون حماية كافية، ويؤكد موس أنه كلما استطعت فعل المزيد بتليفونك المحمول كان عرضة للمزيد من المخاطر الأمنية. 2009: كل الحقوق محفوظة لشركة النيويورك تايمز لمبيعات الخدمات الصحفية. يحظر نشر هذه المادة أو إذاعتها أو توزيعها بأى صورة من الصور.