قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، عضو مجلس الشيوخ، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية مبادرة حياة كريمة هدفت إلى إزالة القلق لدى المصريين بشان قضية سد النهضة. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "التاسعة" على القناة الأولى، مساء الجمعة، أن الرئيس السيسي وصف القلق بأنه طبيعي ومشروع لا سيّما أن غالبية المصريين مشغولون بهذه القضية، مؤكدًا أنه رصد حالة ارتياح لدى بعض الحاضرين بعد تصريحات الرئيس. وأشار حسين إلى أن الرئيس حرص على توجيه العديد من الرسائل المهمة، بينها أن مصر لا تترك حقوقها وتحافظ عليها وأن أحدًا لا يمكنه تهديد أمن مصر المائي، معتبرًا أن هذا الخطاب لعب دورًا كبيرًا ومهمًا في إزالة جزء كبير جدًا من عوامل القلق لدى المواطنين. ونوه بأن جزء من حالة القلق سيظل مستمرًا في الفترة المقبلة لا سيّما أنه لن يهدأ بال المصريين حتى يتم توقيع اتفاق قانوني وملزم بين الدول الثلاث، ووقتها ستكون كل عوامل القلق قد أزيلت بالفعل، لافتًا إلى أن الدولة أعلنت استعدادها لتحمل ضرر يمكن احتماله وأنها تقف إلى جانب التنمية في إثيوبيا شريطة ألا تكون على حساب حق المصريين في الحياة، وهو حصولهم على حصتهم المائية القانونية والعادلة والتاريخية. في سياق متصل، أوضح حسين أن جلسة مجلس الأمن بشأن أزمة السد لم تكن جيدة كما كان المأمول منها، وأنها تضمنت مواقف غريبة وصادمة، لكنه شدد على أن تصريحات الرئيس السيسي كانت موجهة للجميع، سواء من أجل طمأنة الداخل المصري، إلى جانب رسائل للخارج وبخاصة إلى الجانب الإثيوبي والدول المعنية بهذه القضية والمتداخلة فيها. ورجح حسين أن تكون الرسالة قد وصلت ليس فقط من تصريحات الأمس لكن عبر الوسائل الدبلوماسية واللقاءات والاتصالات، مؤكدًا أن الرسالة مفادها أن مصر لن تتنازل عن حقوقها. وكان السيسي قد شهد مساء الخميس، احتفالية المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة، وألقى الرئيس كلمة تطرق خلالها إلى أزمة سد النهضة قائلًا إن مصر لا تقبل المساس بحصة في مياه النيل وتعتبر ذلك خطًا أحمر، وأن لديها كافة السيناريوهات للتعامل مع الأمر، وأنها تطالب بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم يراعي مصالح الدول الثلاث.