استبعد رئيس هيئات الأركان الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، تحذيرات تدوولت مؤخرا بشأن غزو صيني وشيك لتايوان، مؤكدا أن الجيش الصيني لم يكن قادرًا بعد على ضم الجزيرة، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الجمعة. وقالت الصحيفة، في معرض تعليقها على هذه التصريحات، إن تقييم ميلي يتناقض في جوهره مع تحذير الأدميرال فيليب ديفيدسون، القائد السابق للقوات الأمريكية في المحيط الهادئ، في مارس الماضي بأن الصين قد تهاجم تايوان في السنوات الست المقبلة، وهو ما أكده خليفته الأدميرال جون أكويلينو، قائلا إن هجومًا صينيًا على تايوان يمكن أن ينطلق "أقرب إلينا كثيرًا مما يعتقده معظم الناس". على عكس ذلك، قال ميلي، في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي: "تقديري، من حيث القدرة، أعتقد أن الصين لديها طرق للذهاب لتطوير قدرتها على إجراء عمليات عسكرية للاستيلاء من خلال الوسائل العسكرية على جزيرة تايوان بأكملها، إذا أرادوا القيام بذلك. لكنني أعتقد أن هناك نية ضئيلة في الوقت الحالي أو دافع للقيام بذلك عسكريًا، ولا يوجد سبب لفعل ذلك عسكريا وهم يعرفون ذلك، لذلك أعتقد أن الاحتمال ربما يكون منخفضًا، في المستقبل القريب، وعلى المدى القريب". وفي تصريحات خاصة ل"فاينانشيال تايمز"، قال مسئول أمريكي بارز إن هناك مخاوف لدى واشنطن من رؤية الرئيس شي جين بينج، بأن التقدم في توحيد تايوان مع الصين مهم لسعيه لنيل ولاية ثالثة في منصبه. وعلى مدار العام الماضي زاد الجيش الصيني بشكل حاد من الضغط على تايبيه، بما في ذلك نشر وتحليق الطائرات إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية. ومنذ أن أعلنت تايوان عن عمليات توغل صينية لأول مرة في سبتمبر من العام الماضي، دخلت طائرات سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي الصيني المنطقة العازلة 20 يومًا في الشهر في المتوسط. وزادت مشاركة المقاتلين والقاذفات في هذه الرحلات بشكل مطرد، وبلغت ذروتها عند 44 مقاتلة في أبريل. وبعد فترة هدوء في بداية الشهر الجاري، أبرزت الصحيفة البريطانية أن الصين نشرت 28 طائرة عسكرية باتجاه تايوان يوم الثلاثاء الماضي، في أكبر توغل حدث في يوم واحد. فيما نُظر إلى المهمة على أنها رد فعل على تصريحات مجموعة السبع والناتو التي وجهت انتقادات للصين ووصول حاملة طائرات أمريكية إلى المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وأخيرا، أوضحت الصحيفة البريطانية أن عددا من الخبراء يعتقدون بأن التحديث العسكري السريع للصين قد منح جيش التحرير الشعبي الثقة في أنه يمكن أن ينجح في شن غزو برمائي لتايوان.