أيد المفكر جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ترشيح البرادعى للانتخابات الرئاسية لأنه شخصية عالمية جيدة، فى الوقت الذى رفض فيه وصول الإخوان للحكم لأنهم لا يتمتعون بالأفق السياسى على حد تعبيره. وقال البنا على هامش احتفاله بعيد ميلاده التاسع والثمانين بصالون الكاتب أحمد المسلمانى حول ترشيح البرادعى للرئاسة «البرادعى شخصية ممتازة وتصلح جدا للرئاسة» إلا أنه أشار إلى ضرورة الإصلاح الدستورى «المادة 76 تعوق ترشيح البرادعى للرئاسة، ولابد من تعديلها». وأضاف أن كل ما أثير حول البرادعى هو كلام فارغ، والسلطة فى مصر تفعل معه مثلما فعلت من قبل مع الدكتور أحمد زويل عندما حاز جائزة نوبل وكان أول من هنأه مبارك، وطلب منه الرجوع إلى مصر وعمل كل ما يريد لتطوير البلد، وصدرت الأوامر بتنفيذ كل ما يطلبه، وأولها الجامعة التى طلب إنشاءها، وصدق زويل وجاء إلى مصر، وكانت الأمور على ما يرام إلى أن تحدثت جريدة عن أن أحمد زويل مواطن مصرى جيد يصلح لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، هنا كل شىء توقف ورحل الرجل. من ناحية أخرى رفض جمال البنا وصول الإخوان للحكم قائلا: «لا أعتقد أنهم ينفعوا فى الحكم لأنه ليس لديهم الأفق السياسى» وأضاف «نعم يتصدى الإخوان أحيانا للفساد الحاصل فى مصر إلا أنه ليس لديهم الوعى السياسى لأن ثقافتهم محدودة جدا فى النطاق الدينى»، مشيرا إلى أن هناك أبعادا أخرى كثيرة هم لا يعلمونها مثل العلوم والفنون والفلسفة قائلا: «هم لا يعلمون إلا فى الدين فقط». وذكر أن الإخوان لو حكموا سيحولون مصر إلى دولة دينية مثل السعودية والقاعدة. وحول الانشقاق الحاصل داخل الجماعة بسبب انتخابات المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد قال البنا: «لا يجب أن يحدث مثل هذا الانشقاق داخل جماعة الإخوان المسلمين فى ظل استخدام الديمقراطية»، مشيرا إلى أن الديمقراطية هى أسلوب حديث بالنسبة لهم لا يعلمون كيفية تطبيقها جيدا لأنهم لم يألفوها، إلا أنه قال «من الجيد على كل حال أن يستخدموا أسلوب الانتخابات حتى لو أخطأوا، فليس عيبا أن يجربوا ويخطئوا». وأضاف أنه من الطبيعى أن يحدث الانشقاق بسبب الانتخابات لأن هذه هى نتيجة الديمقراطية والانتخابات «هذه الانشقاقات هى ضريبة الانتخابات، ولا يجب عليهم ان يغضبوا من بعضهم، ويعلموا أن هذا هو رأى الجماعة ويجب النزول إليه». وانتقد البنا توريث السلطة قائلا: «لا يوجد فى الإسلام شىء يدعى توريث، والأنبياء لم يورثوا، والنبى صلى الله عليه وسلم كان يقول لفاطمة»، «يا فاطمة اعملى فإنى لا أغنى لك من الله شيئا»، مضيفا أنه يجب أن يكون الرأى للشعب، ولا يمكن تطبيق الشريعة إلا بتطبيق إرادة الشعب على حد قوله. وقال البنا إن سويسرا تطبق الإسلام أفضل من السعودية لأنها تطبق العدل وهو روح الشريعة الإسلامية، فسويسرا تحقق كرامة الإنسان والحرية وتوفر له ضمانات الحياة الكريمة، و«أن كل ذلك ليس له أى قيمة فى السعودية فالقضاء هناك يحكم بألف جلدة، وأوضح «مفيش حاجه فى السعودية اسمها معارضة، مفيش تغيير حكومة». و«لو طبقنا العدل كما هو مطبق فى سويسرا فسنطبق الشريعة لأن العدل هو الشريعة ولا يمكن أن يطبق العدل إلا عند توافر الحرية حتى يمكن إقامة الآليات التى تحمى العدل». وضرب مثلا بالمجتمع الأوروبى قائلا: «لم يكن العدل من قيمه وإنما كانت القوة هى المحركة إلا أنه كان من قيمه الحرية التى سمحت للمظلومين بتكوين هيئات استطاعت أن تحقق العدل نتيجة للحرية، مضيفا أن العدل لم يتحقق فى الدول الإسلامية لعدم وجود الحرية.