مع خروج غزة وإسرائيل من قتال دام أحد عشر يوما، تكبد الاحتلال الإسرائيلي خسائر جمة باستهداف المقاومة الفلسطينية بعض مواقعه ومدنه الهامة منذ بدء القتال في 10 مايو الماضي، وبعد أسابيع من التوتر المتصاعد والذي بلغ ذروته في اشتباكات المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة. وبدأت حماس بإطلاق الصواريخ بعد تحذيرها إسرائيل بالانسحاب من الأقصى وباحاته، ما أدى إلى غارات جوية انتقامية، استهدفت فيها إسرائيل مناطق وأبراج مهمة بقطاع غزة وسوتها بالأرض، وردت عليها كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس باستهداف مدن ومطارات ومواقع عدة، ولكن ما الذي تشكله تلك المناطق المستهدفة بالنسبة للاحتلال الصهيوني، ولماذا تكرر استهداف قوات المقاومة الفلسطينية لها؟ تل أبيب أصبحت تل أبيب، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، الهدف الأساسي في قائمة المدن المستهدفة من فصائل المقاومة الفلسطينية منذ بداية الصراع وتبادل القصف، كونها العاصمة الأولى للكيان الصهيوني وثاني أكبر مدنه من حيث عدد السكان والمساحة، إذ يسكنها حوالي 3.3 مليون شخص، بجانب ضمها لجميع سفارات الدول الأجنبية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأيضا تضم بورصة تل أبيب والعديد من الشركات والمكاتب ومراكز للبحث والتطوير، وبذلك تكون عاصمة الكيان الاقتصادية، والفنية، والتجارية. مدينة ديمونا وبعد استهدافها لتل أبيب بمئات الصواريخ التي أرعبت الإسرائيليين واضطرت الكيان الصهيوني لتفعيل حالة الطوارئ ودعوة الشعب للاختباء بالملاجئ، استهدفت كتائب القسام مدينة ديمونا، التي تقع في جنوب الأراضي المحتلة، بعشرات الصواريخ. وتعد مدينة ديمونا هدفا قويا في إسرائيل بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فبجانب كونها قريبة من قطاع غزة وسهل استهدافها عن غيرها من المدن المحتلة، فهي تضم في محيطها مفاعل نووي شهير، بدء العمل ببنائه، في عام 1958، بمساعدة فرنسا، بهدف توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب، الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية. عسقلان كانت مدينة عسقلان هدفا تكرر استهدافه من قبل المقاومة الفلسطينية، ما جعلها تحت النار لعدة أيام، نتيجة الرشقات الصاروخية غير المسبوقة التي استهدفت منشأة نفطية وتسبب في حريق كبير في أحد الخزانات، وكانت الأعنف من نوعها. وتعد مدينة عسقلان، التي استهدفت بمئات الصواريخ من فصائل المقاومة الفلسطينية، من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وواحدة من المدن الهامة لإسرائيل والتي تضم العديد من خزانات الوقود التي تديرها العديد من الشركات النفطية الدولية. مدينة أسدود مدينة أسدود المحتلة، التي تعد موطنا لأكبر جالية يهودية مغربية وجورجية في العالم، كانت أيضا ضمن المدن المستهدفة من قبل قوات المقاومة، بعشرات الصواريخ، التي تسببت في أضرار مباشرة غير مسبوقة لمنازل وسيارات احترقت، ودمار كبير في المكان. مدينة اللد وشهد الكيان الصهيوني عدة رشقات صاروخية تركزت في مدينة اللد الواقعة على ضواحي تل أبيب، اضطرت الحكومة الإسرائيلية لإعلان حالة الطوارئ وإرسال وحدات من حرس الحدود، إذ تلقت اللد عددا من الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة. وتستهدف قوات المقاومة الفلسطينية مدينة اللد، التي أصبحت ساحة معركة بين القوات الإسرائيلية والعربية، بسبب اعتداءات الكيان المتكررة على الأقلية الكبيرة من فلسطينيي 1948، والمواجهات دامية بين العرب واليهود. مطار بن جوريون خلال التراشق المتبادل بين قوات المقاومة والاحتلال، لم يسلم مطار بن جوريون الدولي، الذي يعد أحد أهم أهداف قوات المقاومة، وأحد أكبر مطارات إسرائيل، وأهم مصادر التوظيف للسكان، من الاستهداف من قبل كتائب القسام، الذي شل حركته وأدى لإغلاقه وتحويل الرحلات إلى مطار رامون. وأدى القصف لإلغاء الرحلات من قبل شركات الطيران العالمية والأوروبية، على غرار الخطوط البريطانية، التي انضمت إلى نظيراتها الأمريكية في تجنب السفر إلى إسرائيل كإجراء احترازي بسبب إطلاق الصواريخ من غزة، بعد مخاوف بشأن السلامة في مطار بن جوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل. مطار رامون وتابعت قوات المقاومة سلسلة استهدافاتها برشق مطار رامون أيضا، ثاني أكبر المطارات في كيان الاحتلال، في خطوة كشفت فيها عن صاروخ جديد بقدرة تدميرية عالية ومدى يصل إلى 250 كيلومتر، يسمى "عياش"، تيمنا باسم الشهيد يحيى عياش، ما شكل مفاجأة فعلية للاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الاستهداف أتى بعد ساعات من نقل الرحلات إليه من مطار بن جوريون. ويقع مطار رامون إيلات، على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال من مدينة إيلات، ويشكل في الواقع البوابة الجنوبية للكيان الصهيوني، وهو أول مطار دولي وداخلي يتم تخطيطه وبناؤه من الأساس وحتى النهاية من قبل سلطة المطارات الإسرائيلية، بتكلفة قدرت بحوالي 1.7 مليار شيكل أي ما يعادل 395 مليون يورو، ليضم ستين موقفا للطائرات ويستقبل حوالي مليوني مسافر سنويا.