قال الكاتب والروائى أحمد الفخرانى إن روايته الأحدث «إخضاع الكلب» الصادرة حديثًا عن دار الشروق، تختبر موقع الفرد المعاصر وشكوكه فى الإنسانية ومدى إيمانه بقيم التحضر والانفتاح على الآخر. وأضاف خلال حديثه لبرنامج «ضيف الثقافة»، المذاع عبر مونت كارلو الدولية، أن المؤلفات التى تتناول العلاقة بين الإنسان والحيوان قليلة فى الأدب العربى، أبرزها رواية «التبر» لإبراهيم الكونى. وتابع «الفخرانى»، أن الكلب مرادف لأفكار وقيم كثيرة منها: الصداقة والحب والوفاء، وأن بطل الرواية يستعيض بالكلب عن الآخر والعلاقات التى أخفق فيها أثناء حياته كالصداقة والحب والوفاء بالوعود بين البشر. وأوضح صاحب «إخضاع الكلب»، أن طبيعة العلاقة بين بطل الرواية والكلب هى صراع فرض الإرادة. حيث يمثل بطل الرواية نموذجا للإنسان المعاصر الذى يعيش فى وحدة وعزلة وشك وقناعة بأن من حوله أشرار وأنه النقى الوحيد، ويجد فى فرد إرادته على الآخر الطريقة الوحيدة للحب، ومن هنا ينشأ الصراع بينه وبين الكلب. ويؤكد أحمد الفخرانى أن الكلب فى الرواية وسيلة لقراءة البطل من خلال انعكاس علاقته مع الكلب، فهو راجل يخاف الكلاب ويخاف الناس، ويختار الوحدة والعزلة وقطع كل أواصر العلاقات مع البشر. إلى أن يُفرض عليه هذا الكلب فرضًا، ويبدأ بالتفكير فى إقامة علاقة صداقة بينهما لتكون عوضًا عن فشله فى حياته، لكنه يصطدم بأن لهذا الكلب إرادة أخرى تمنعه من ترويضه. ويختتم الفخرانى حديثه بأن الرواية تعرض كيف يتصاعد الصراع النفسى للبطل ويشتد ويتكشف معها القناع الهمجى بداخله.