كورنيش ولا مترو.. إجابة مختصرة لكنها محددة، تنطلق من لسان سماسرة العقارات فى حلوان، بمجرد السؤال على الأسعار، فالسعر فى حلوان مرهون بموقع الشقة، أى إذا كانت على الكورنيش أم على شريط المترو. ولعل طبيعة المنطقة، التى كانت فى الماضى مشتى الأسر الراقية، رفعت من أسعارها، فلا يخلو شارع من شوارعها من اسم فيللا قديمة تحمل اسم باشا، وأخرى تحمل اسم بعض الضباط الأحرار. أحمد بربر، موظف على المعاش من مواليد حلوان، قال إن الزمن تغير فى الخمسين سنة الماضية فى حلوان، من منطقة هادئة، يسكنها أبناء علية القوم، لتضم فيما بعد عمال المصانع التى أقامتها الثورة، مثل مصنع 56 الحربى، ومصنع النصر للسيارات وغيرها، إلى منطقة يهرب منها سكانها الأصليون بعد أن لوثت جوها مصانع الأسمنت. شراء شقة فى حلوان لا يختلف عن شراء الشقق بشكل عام فى القاهرة، بحسب بربر، حتى وإن كانت تبعد عن منطقة وسط البلد، خاصة بعد الزيادة السكانية الهائلة، فقد أصبح سعر المتر مرتفعا جدا فى حلوان فى السنوات الأخيرة، فلا يقل عن 2000 جنيه للمتر للعقارات الواقعة على شريط المترو، ويصل إلى 2500 جنيه للمتر فى منطقة الكورنيش. ويتراوح سعر المتر فى الشوارع المميزة جدا، مثل محمد سيد أحمد، وشريف، وزكى باشا، وهى الشوارع التى يوجد بها محال وأنشطة تجارية متنوعة، مثل التوحيد والنور، وخير زمان، وكنتاكى، ومؤمن، والتابعى. بالإضافة إلى البنوك والمصالح الحكومية، إلى ما بين 2200 و2500 جنيه للمتر، وبالنسبة لمتر المحال التجارية هناك، فهو لا يقل عن 10 آلاف جنيه، كما يقول أيمن عبدالرحمن، أحد السماسرة فى حلوان. وتتميز المنطقة بشكل عام بقلة وجود عقارات إيجار قديم بها، ولا يقل الإيجار الجديد فيها عن 500 جنيه فى الشهر، ومعظم الشقق الإيجار الجديد الموجوده بها غير مستغلة فى الوقت الحالى، فهى إما محجوزة لأبناء أصحاب هذه الشقق أو بغرض الاستثمار فى المستقبل، «الاستثمار العقارى أفضل من أن الشخص يضع أمواله فى البنك، وكمان هو وسيلة مضمونة»، على حد تعبير بربر. ويقول عبدالرحمن، إن الأسعار فى حلوان تواصل الصعود دون توقف، حتى بعض انخفاض أسعار الأسمنت والحديد، و«البركة فى المحافظ الجديد، فقد منع إعطاء تراخيص بناء جديدة فى 2009 قبل إعادة تطوير شبكة البنية الأساسية من مياه وكهرباء، وهو ما جعل عرض الشقق أقل من الطلب عليها»، على حد تعبير السمسار. الكورنيش هدف من يبحث عن النيل كواجهة لمنزله، ولن يقل سعر المتر هناك عن 2500 جنيه، حتى لو كان داخليا وليس على الشارع الرئيسى، كما أن الجالية العربية ممن تريد سكن فى مصر عندها رغبة قوية فى شراء على الكورنيش أضاف عبدالرحمن، الذى يؤكد أن المساحات فى حلوان من أكبر مساحات الشقق فى مصر. وحول تأثر الأسعار بقرار الحكومة بنقل مصانع الاسمنت خارج حلوان، قال عبدالرحمن الأماكن المجاورة للمصانع تكاد تخلو من السكان، ولو تحقق قرار الحكومة مؤكدا أن الأسعار سوف تترفع فى منطقة طرة الاسمنت الممتددة من الكورنيش وحتى مترو الأنفاق. كما أن ذلك سوف يرفع الأسعار بشكل عام فى حلوان. بعيدا عن التمليك، يسود قانون الإيجار الجديد فى كثير من أطراف حلوان، فى شارع رويال، والشوارع القريبة من مبنى إعداد القادة،ومتحف الشمع، مثل شارع منصور ولا يقل السعر عن 600 جنيه شهريا للشقة، حسب على أبوشوشة سمسار فى منتصف الثلاثينيات، يرتدى ملابس عصرية. ويشير عبدالرحمن إلى وجود زيادة فى أسعار الإيجارات الجديدة بفضل جامعة حلوان فعدد كبير من طلاب الأقاليم، يطلبون تلك الشقق،كما أن عددا منهم من الدول العربية مما يزيد من أسعار الإيجار الجديد أثناء موسم الدراسة. وعن المناطق المجاورة لحلوان، مثل المعصرة التى تعد من المناظق الشعبية وترتفع فيها الكثافة السكانية وحدائق حلوان ووادى حوف، فيختلف السعر من منطقة إلى أخرى. حدائق حلوان وحوف لا يقل سعر التمليك فيها عن 1500 جنيه ولا يزيد على 2000 جنيه، وتتميز بعمارات جديدة. تمتاز بشوارع واسعة ويتراوح سعر الإيجار الجديد بها ما بين 500 و700 جنيه ومعظمها يتم تأجيرها من خلال عقود تصل إلى 5 سنوات وأكثر من يسكنها حديثى الزواج، عكس المعصرة شديدة الزحام، فمعظمها إيجارات قديمة تتراوح ما بين 100 و150جنيها كحد أقصى.