تغيب النائبان عبدالرحيم الغول «رئيس لجنة الزراعة» والدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أمس عن اجتماع اللجنة المشتركة «الصحة والزراعة» المكلفة بإعداد تقرير عن زراعات المجاري، وذلك على خلفية المشادة الساخنة التى وقعت بينهما الأسبوع الماضى بعد أن اختلفا حول أحقية كل منهما فى تقديم تقرير عن قضية زراعات المجارى، وتطور الأمر إلى ملاسنة كلامية بينهما عن الكفاءة والأقدمية. وبسبب غيابهما عن الاجتماع الذى دعا إليه الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس ترأس الدكتور عبدالعزيز مصطفى وكيل المجلس الاجتماع وألقى التوصيات التى خرجت بها اللجنتان، ومنها سرعة إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وتفعيل دور المجلس الأعلى لحماية النيل وقيام وزارات الزراعة والرى والبيئة بإعداد تقرير سنوى عن الأراضى التى تزرع بمياه المجارى، وإنشاء غابات خشبية لاستيعاب مياه الصرف الصحى، ووضع برنامج للتعاون بين وزارات البترول والزراعة والرى لاستخدام مياه الصرف الصحى فى إنتاج الوقود الحيوى، وإصدار تشريع يجرم استخدام مياه المجارى فى رى الزراعات. ورغم النبرة الهادئة التى ألقى بها مصطفى توصيات اللجنة المشتركة فإن نواب الوطنى شنوا هجوما حادا على الحكومة وأبدوا اعتراضهم على التوصيات لأنها لن تقدم ولن تؤخر. وقال النائب مصطفى القاياتى، وكيل لجنة الإسكان والذى كان يجلس على المنصة: «التوصيات لن تشفى غليلنا والقضية دى سوداء سوداء ولو احنا عرفنا نحل المشكلة دى هندخل الجنة». وأضاف بلهجة حادة وغاضبة «الفلاح بياخد مية المجارى من ترعة الصرف بسهولة ويروى بها أرضه بطريقة الغمر ويطلع خضروات وفواكه نأكلها جميعا واحنا كده بنموت بنموت». وزادت نبرة القاياتى حدة قائلا: «ما يحدث خيانة عظمى ولازم حد يتشنق فى ميدان عام فاللبن الذى يشربه الأطفال يأتى من جاموسة أو بقرة تربت على زراعات المجارى والبيضة ملوثة وحياتنا أصبحت جحيما». وتابع «ماذا سنفعل للفلاح لكى يتوقف عن الرى بمياه المجارى؟ وكيف سنتصرف فى كل هذه الكمية من مياه الصرف الصحى». وأبدى اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية أسفه لاكتفاء اللجنة بإصدار توصيات دون التوصل إلى آلية حقيقية لوقف ما سماه الجريمة الكبرى، ودعا الجمال اللجنة إلى القيام بزيارة إلى محطة صرف عرب أبومساعد التى تقع فى نهاية طريق حلوان. وقال: «لن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة وستشاهدوا بأعينكم ما يحدث على أرض الواقع فالمحطة تلقى بمياه الصرف فى ترعة الصف». وأضاف الجمال غاضبا: «المياه الجوفية دمرت الأرض الزراعية فى الصف فماتت الأرض ومات الفلاح والشركة التى كانت مكلفة بعمل صرف مغطى معندهاش ضمير وأطالب بإحالتها للنيابة العامة». وحاول عبدالعزيز مصطفى تهدئة الجمال قائلا: «احنا قبلنا الدعوة على الأقل هنتغدى عندك وأنت أبوالكرم إلا أن الجمال لم يبتسم». من جانبه، اعترف المهندس عبدالرحيم قرفس رئيس الهيئة العامة للصرف بوزارة الرى بوجود أخطار فى ترعة الصف وأنه نتيجة لذلك تقرر إنشاء ترعة موازية للمرحلة الأولى من ترعة الصف والتى يبلغ طولها 34 كم من أصل 50 كم هو طول ترعة الصف بالكامل، وأشار إلى أنه سيتم الانتهاء من هذا الجزء العام المقبل.