تصاعد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لليوم الثالث على التوالي وسط دمار واسع في القطاع وارتفاع مستمر في حصيلة القتلى والجرحى الفلسطينيين. واستهدفت إسرائيل بعشرات الغارات المتتالية مناطق متفرقة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، مع دخول موجة التصعيد الحالية يومها الثالث. وقالت وزارة الداخلية في غزة إن عشرات الغارات الإسرائيلية المتتالية استهدفت عدداً كبير من المقار والمواقع الأمنية والمدنية. وذكرت الوزارة أن القصف الإسرائيلي طال مقرا لقيادة الشرطة وعددا كبيرا من المنازل وشققا في عمارة سكنية، كما طال عدداً من مواقع الفصائل والشوارع والبنى التحتية. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع إلى 48 من بينهم 14 طفلًا وثلاث سيدات و304 إصابات بجراح مختلفة. وذكرت الوزارة أن 43% من ضحايا القصف الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة هم من الأطفال والنساء جراء الاستهداف المتعمد للمنازل والأحياء السكنية المكتظة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن أنه قصف أكثر من 500 هدف في قطاع غزة فيما رصد إطلاق 850 قذيفة صاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن استهداف جيب إسرائيلي بصاروخ موجه من طراز "كورنيت" قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة ما خلف قتلى وإصابات في جنود الجيش. يأتي ذلك فيما قال مصدر فلسطيني إن جهود الوساطة التي تقودها مصر لوقف التوتر في غزة "تدور في حلقة مفرغة بسبب التعنت الإسرائيلي". وذكر المصدر، بحسب ما نقلت صحيفة "الأيام" المحلية، أن إسرائيل ترفض القبول بشروط الفصائل الفلسطينية بوقف "العدوان" على مدينة القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ووقف الغارات على قطاع غزة. وأضاف المصدر أن الوسيط المصري الذي كثف نشاطاته واتصالاته مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بمساندة من وسطاء عرب ودوليين، في الساعات الأخيرة لمنع تفاقم الأوضاع، لكن دون نتيجة حاسمة حتى الآن. واعتبر المصدر أن إسرائيل "اختارت طريق التصعيد وإطالة أمد المواجهة بدلاً من التهدئة بعد إقدامها على ضرب الأبراج السكنية الآمنة رغم تحذير المقاومة لها بعدم الاقتراب منها كونها ستغير قواعد اللعبة والمعادلة العسكرية". وبدأت إسرائيل بتدمير أبراج سكنية في غزة الأمر الذي ردت عليه كتائب القسام بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه مدينة تل أبيب. وتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية على خلفية مواجهات عنيفة شهدها المسجد الأقصى في شرق القدس لعدة أيام في العشر الأواخر من شهر رمضان وخلفت مئات الإصابات وسط تنديد إقليمي ودولي.