* بعد 25 عاما فى مجال التمثيل.. أصبح لدى مساحة فى التجربة وتنويع الشخصيات.. وأعيش مرحلة فنية ممتعة * كل مهنة فيها الصالح والطالح.. ولا أتوقع غضب أهل الصاغة من دور «الشيمى» تاجر الذهب * ليس لدى هذا التهافت على السينما.. ورصيدى فى الدراما التليفزيونية يكفينى * «لن أعيش فى جلباب أبى» مسلسل عايش مع الجمهور ولن يموت يعد الفنان محمد رياض واحدا من أهم نجوم الشاشة الصغيرة، الذى عرف طريقه للنجومية والشهرة، من خلال مشاركته فى مجموعة من أنجح المسلسلات، التى تعاون فيها مع كبار النجوم سواء بالتمثيل او الإخراج او التأليف، الذين اضافوا الكثير لموهبته، ولرصيده الفنى، ودفعوه للأمام، كى يصبح واحدا من أهم نجوم دراما رمضان لسنوات طويلة، وتمر الأعوام، ويعيد الزمن نفسه، ويتبادل رياض الأدوار وقبل مرحبا أن يأخذ خطوة للوراء، ليدفع نجوما من الشباب للأمام، كما يفعل حاليا مع الفنان محمد إمام، بطل مسلسل «النمر». ويحدثنا محمد رياض عن هذه التجربة وقال: من الطبيعى أن يكون هناك تواصل فى الأجيال، وهذا حدث معى فى بداية مشوارى الفنى، حيث تعاونت مع كبار الفنانين واستفدت منهم كثيرا، وهذه هى سنة الحياة، ففى البيت الواحد نجد الجد والأب والحفيد، والدراما هى مرآة الحياة، وبالتالى لابد ان يكون هناك تواصل أجيال فى أى عمل ناجح، ولابد ان يدعم الكبير الصغير. * لكن هل رغبتك فى دعم محمد إمام السبب الوحيد فى قبولك الاشتراك فى هذا المسلسل؟ لا، بالطبع، فأول ما انجذبت له فى هذا المسلسل هو السيناريو الذى كتبه محمد صلاح العزب، بطريقة نالت إعجابى بشدة، كما إننى أقدم دورا مختلفا تماما عنى، فشخصية «الشيمى رضوان» تاجر الذهب، شخصية درامية ثرية للغاية، كما أن هذا المسلسل هو العمل الأول الذى يجمعنى مع المخرجة المبدعة شيرين عادل. * وكيف تقيم تجربتك مع الفنان محمد إمام؟ هذه هى المرة الأولى أيضا التى أتعاون فيها مع محمد إمام، وأشهد أنها تجربة هائلة، وممتعة جدا بالنسبة لى.. محمد ممثل شاطر جدا، وموهوب، ومجتهد، كما أنه انسان محترم، يجيد التعامل مع كل الناس، وبالتالى كانت كواليس العمل أكثر من رائعة، والجمهور نفسه سيلاحظ هذا على الشاشة، فكلنا خلف الكاميرا تربطنا علاقات انسانية رائعة، ولم يحدث ان شهدت الكواليس أى مشكلة من أى نوع، ويضم العمل مجموعة كبيرة من الفنانين، وهنا لابد أن أشيد بالفنانة الجميلة هنا الزاهد، فهى ممثلة شاطرة وتلقائية، وسعيد بتعاونى لأول مرة مع الرائع بيومى فؤاد، فهو بحق ممثل متمكن وموهوب، بخلاف خفة دمه المنقطعة النظير، وبالطبع لن أغفل ذكر صديقتى الفنانة المتألقة نيرمين الفقى التى سعدت كثيرا بالتعاون معها مرة اخرى بعد غياب طويل. * أداؤك لشخصية تاجر الذهب بهذا الشكل هل نابع من معايشة على أرض الواقع مع اصحاب هذه المهنة أم أنك اعتمدت على السيناريو فقط؟ فى البداية قرأت السيناريو جيدا، وتخيلت الدور الذى أقدمه، ثم الدخول فى عالم الشخصية والبحث عن تفاصيلها، وفى دورى بالمسلسل اشتغلت على طريقة معاملة التجار فى الصاغة وطريقة حياتهم، خاصة أن «الشيمى رضوان» من كبار التجار فى الصاغة، وهو يعمل فى الذهب والألماظ، واستعنا بالفعل بأشخاص من الصاغة، وكانوا متواجدين معنا طوال فترة التصوير، وعرفنا طريقتهم فى مسك العدسة الخاصة بالألماظ والذهب ومعرفة عياره، فكل مهنة لها أصولها وتفاصيلها الخاصة، التى لا يعرفها سوى اهل المهنة، وحرصا منا على تقديم الشخصيات كما ينبغى، استعنا بأهل المهنة انفسهم، وبعدها جاءت مرحلة ترتيب تفاصيل الشخصية من ملابس وطريقة الكلام وطبيعة علاقة الشخصية بالشخصيات الأخرى، وكذلك علاقتها وطريقة تعاملها مع الأسرة والعائلة. * هل كانت هناك أى صعوبات واجهتك فى التعامل مع مثل هذه الشخصية بكل تفاصيلها؟ الصعوبة تكمن ان العالم الذى نتحدث عنه، وهو عالم «الصاغة» ليس معروفا عند جموع المشاهدين، فالناس العادية لا تعرف كواليس ما يحدث فى هذه المهنة، والحمد لله تمكنا من إظهار هذا العالم فى المسلسل بكل تفاصيله، حتى الصراعات داخل العمل، وهى موجودة فى السوق باستمرار من اجل فرض السيطرة، وصورنا فى مصانع ذهب حقيقية، فنحن نتحدث عن صناعة مهمة جدا وكبيرة فى مصر، وبالنسبة لى كانت المرة الأولى لدخولى مصنع ذهب، وشاهدت طريقة تصنيعه، وهناك تفاصيل أيضا عرفتها منها؛ أن برادة الذهب يتم تصفيتها عن طريق تحديد مصرف خاص للعمال لغسل أيديهم قبل مغادرتهم للمصنع، وفى آخر العام يقومون بجمع البرادة، والتى تكون كيلو من الذهب تقريبا، لذلك فهى صناعة مليئة بالأسرار والتفاصيل الدقيقة. * ألم تخش من ردود أفعال أهل «الصاغة» انفسهم، خاصة ان المسلسل يظهر الجانب السيئ لبعض العاملين فيها؟ فى كل مهنة ومجال فى الحياة عموما بها الصالح والطالح، والاحداث هنا تدور فى عالم الصاغة، وتسلط الضوء على الانماط الحياتية الموجودة فيها، ونماذج البشر، وطبيعى ان يكون هناك أشرار، وأخيار، مفسدون ومصلحون، كما أنه فى النهاية عمل درامى اجتماعى وان كان عملا ثريا فهو به مشاهد كوميديا واكشن كثيرة. * كيف رصدت ردود أفعال الجمهور على هذا العمل مع عرض أولى حلقاته؟ كان لدى شعور أن العمل سيلقى إعجاب الجمهور، والحمد لله صدقت توقعاتى، ولاقى المسلسل نجاحا كبيرا، خاصة أنه يتوافر به كل عناصر النجاح والجذب للجمهور، فالحدوتة جديدة ومختلفة، وكما ذكرت فالعمل ثرى به صراع وكوميديا وأكشن وقضايا اجتماعية، واتصور أن النجاح سيزيد كثيرا خلال الأيام القادمة، فالكل مترقب ماذا ستسفر عنه الاحداث. * بصراحة هل ترى أن مساحة دورك مناسبة لك، ام طلبت اجراء أى تعديلات بالورق؟ لم اطلب أى تعديل فى السيناريو، وأرى ان الدور مكتوب بشكل جيد جدا، وليس دورى فحسب، بل نجح المؤلف محمد صلاح العزب فى رسم كل الشخصيات بحرفية شديدة، وكل دور أخذ المكانة والمساحة التى يستحقها على الورق. * بعيدا عن «النمر» كيف تختار أدوارك عموما؟ هناك بعض العناصر لابد من توافرها فى أى عمل أوافق عليها، أهمها السيناريو لابد أن يكون مكتوبا بشكل جيد، وان يكون الدور مناسبا لى، ومخرج العمل لابد أن يكون من المخرجين المهتمين بتقديم أعمال مهمة، حتى لو مخرج جديد لكن لابد أن يكون شاطرا ومجتهدا، وهناك عنصر الانتاج، فهو مهم جدا بالنسبة لى، فلابد ان يكون الإنتاج قويا، لأن الانتاج عندما يكون ضعيفا، ينعكس هذا على كل شىء بالعمل، فالعمل الفنى شامل لعناصر كتير جدا. * وما رأيك فى سعى كثير من الفنانين نحو البطولة المطلقة؟ هو سعى محمود بلا شك، وإن كنت على المستوى الشخصى أفضل فى الدراما التلفزيونية البطولات الجماعية، مثل «ليالى الحلمية»، و«لن اعيش فى جلباب ابى» رغم أنه كان على رأس الممثلين الفنان الكبير الراحل نور الشريف، الا أنه فى النهاية عمل جماعى، وارى ان الأعمال التلفزيونية التى تعتمد على «البطل المطلق» لابد ان تكون أعمال السيرة الذاتية فقط، فطبيعة العمل الدرامى التليفزيونى تعتمد على وجود خطوط كثيرة، وكل ممثل فيها هو بطل فى حد ذاته، حتى لو قدم دورا صغيرا، لكنى أفضل البطولات الجماعية فى الدراما لأنها مناسبة لها، وبالنسبة ل«النمر» فنجد أن البطل الرئيسى هو محمد امام، لكن كل الشخصيات من حوله رئيسية، وفى النهاية انا لست ضد البطولات المطلقة، ولكن افضل الدراما المكتوبة بشكل جماعى لأنها تثرى العمل فى النهاية. * بمناسبة حديثك عن مسلسل «لن اعيش فى جلباب أبى» ترى ما السر وراء اهتمام الجمهور به حتى الآن؟ السر أن المسلسل كان مكتوبا بطريقة جيدة، وفى هذه المناسبة لابد ان أعزى الوطن العربى كله والأسرة الفنية وأسرة الفنان مصطفى محرم، كاتب العمل وهو من اكبر المؤلفين فى مصر، الذى رحل عن عالمنا مؤخرا، بعد ان ترك لنا مكتبة فنية ثرية للغاية، ومسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، يناقش الاسرة المصرية المتوسطة بكل تفاصيلها، لذلك عاش مع الجمهور، و لن يموت، وأصبح فى ذاكرة الدراما المصرية، وأشعر بسعادة كبيرة وأنا ارصد ردود أفعال جيل «السوشيال ميديا» معه حتى هذه اللحظة، فهذا يعنى أننا قدمنا عملا كبيرا ومهما. * تعتبر من نجوم الشاشة الصغيرة، فهل هناك سر وراء غيابك عن السينما؟ الأعمال التى تعرض عليّ فى السينما ليست جيدة، فأنا لا أريد تقديم أدوارا سينمائية من أجل التواجد، وأنا لم اقدم ذلك فى السينما، خصوصا اننى ناجح فى الدراما التليفزيونية، كما أن السينما تعد وثيقة للفنان مدى الحياة، وبالتالى لن أقبل المشاركة فى عمل لمجرد التواجد بالسينما وهو يسيء لى ولا يضيف شيئا، ومن جانبى رفضت اعمالا سينمائية كثيرة، والدور الذى أراه غير مناسب لى لا اقدمه، وليس لدى هذا التهافت على السينما، بل هدفى تقديم أدوار تعيش مع الناس، وتضيف لى وتضيف لتاريخى، والحمدلله لدى تاريخ مشرف مع الناس من خلال الأعمال اللى قدمتها فى الدراما أو السينما، فلست متضطرا لتقديم أدوار غير مناسبة لي. *ما العمل الذى قدمت وندمت عليه، وما الدور الذى تتمنى تقديمه؟ لم أندم على أى عمل قدمته من قبل، ممكن أكون قدمت عملا وكنت مقتنعا به لكن لم يحقق النجاح الذى كنت أتوقعه، وهناك عمل لم أتوقع نجاحه بالصورة الكبيرة قبل عرضه ولكنى تفاجأت به مثل «أبناء ولكن»، وأرى أن الجمهور هو الحكم فى مسألة نجاح الأعمال من عدمها، وتوفيق الله قبل كل شيء، ومن ناحية أخرى لا يوجد دور أتمنى تقديمه، فأنا قدمت أدوارا عديدة، خلال مشوارى الفنى الممتد لأكثر من 25 عاما، وفى الفترة الأخيرة أصبح لدى مساحة للتحرك فى شخصيات كثيرة، وهناك أدوار لم اتمكن من تقديمها فى بداياتى، بحكم التجربة وبحكم أشياء كثيرة، لكن خلال ال5 سنوات الأخيرة أصبح لدى فرصة أن أتحرك فى شخصيات كثيرة، فى تنويع شخصيات لم أتمكن من لعبها من قبل، وأعتبرها مرحلة فنية ممتعة، والحمد لله الشخصيات اللى قدمتها كانت رائعة. * أخيرا ما هى مشروعاتك القادمة؟ لم أنته حتى الآن من تصوير «النمر»، ومن المرجح أن يتم الانتهاء منه يوم 25 رمضان تقريبا، وهناك عمل درامى خلال الفترة القادمة سأعلن عنه بعد الانتهاء من جميع تفاصيل تعاقده، وعلى صعيد السينما فلا توجد أعمال عرضت على مؤخرا.