عبدالكريم كيبرو: المعارضة الداخلية ستكون شريكا رئيسا في إدارة المرحلة الانتقالية.. والوضع الأمنى فى البلاد مستقر تماما حاليا كشف سفير دولة تشاد لدى السودان عبدالكريم كيبرو عن طبيعة نظام الحكم فى بلاده خلال المرحلة المقبلة بعد مقتل الرئيس التشادى إدريس ديبى إثر إصابته على جبهة القتال ضد المتمردين، موضحا أنه سيتم تشكيل مجلس وطنى يقوم بعمل البرلمان، وحكومة انتقالية جديدة بجانب المجلس العسكرى الحاكم للبلاد، وذلك فى غضون أسبوع. وأضاف كيبرو فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن المجلس الوطنى المزمع تشكيله سيقوم بمهام العمل التشريعى «البرلمان» فى البلاد، وسيتكون من 84 عضوا ومرشحا لرئاسته وعدد من الشخصيات المدنية ولم يتم حسم اسم رئيسه حتى الوقت الراهن، كما سيتم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية مدنية أيضا ومرشح لرئاستها عدد من المدنيين ذوى الكفاءات الوطنية، وأبرزهم «رئيس الوزراء السابق، أو رئيس البرلمان السابق»، أما بشأن المجلس العسكرى الحاكم فيتضمن 15 عضوا برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبى نجل الرئيس الراحل، لافتا إلى أن الفترة الانتقالية فى البلاد ستكون مدتها 18 شهرا فقط، وسيتم بعدها إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأكد سفير دولة تشاد لدى السودان أن جميع أطراف المعارضة الداخلية فى البلاد ستكون شريكا رئيسا فى المؤسسات التى يتم تشكيلها لإدارة الفترة الانتقالية، ما عدا حركات المعارضة المسلحة التى شاركت فى اغتيال الرئيس التشادى، وعلى رأسهم «جبهة التغيير والوفاق» المسلحة برئاسة محمد مهدى، مشيرا إلى أن تلك الحركات تم تسليحها فى ليبيا ودخلت إلى تشاد عبر الحدود المشتركة بين البلدين. وأوضح كيبرو أن الجيش التشادى قد سيطر على هؤلاء المتمردين بشكل كامل، وتم طردهم خارج الأراضى التشادية ومنهم من تم أسره وبلغ عدد الأسرى أكثر من 300 مسلح، كما تم السيطرة والتحفظ على أسلحتهم خلال المعارك التى دارت معهم، مشيرا إلى أن عدد القتلى من المرتزقة لم يتم حصره حتى الآن وسيتم إعلان التفاصيل فى وقت لاحق فى بيان رسمى سيصدره المجلس العسكرى التشادى. وأكد سفير دولة تشاد لدى السودان أن الوضع الأمنى فى بلاده مستقر تماما فى الوقت الراهن، مدللا على ذلك بمشاركة 12 رئيس دولة فى مراسم تشييع الرئيس التشادى إدريس ديبى، أمس الأول، وأبرزهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وقادة الدول الأربع الأخرى فى مجموعة الساحل (مالى والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا) ورئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان. وأضاف كيبرو أن الجنرال محمد إدريس ديبى نجل الرئيس قد عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وقد أكد الأخير على دعم بلاده للفترة الانتقالية ولرئاسته للمجلس العسكرى وكذلك هنالك دعم من الدول الأفريقية. كما أكد السفير التشادى أن بلاده ملتزمة تجاه جميع تعهداتها بشأن سياستها الخارجية، لاسيما على صعيد اتفاق «سلام جوبا» الذى وقع فى أكتوبر 2020 باعتبار بلاده تُعد «ضامنا» للاتفاق، فضلا عن استمرارها فى المشاركة فى الحرب ضد الإرهاب مع الدول الأربع فى مجموعة الساحل. كانت العاصمة التشادية «نجمينا» قد شهدت أمس الأول، مراسم تشييع جنازة الرئيس الراحل الذى توفى الاثنين الماضى، متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة فى مواجهة المتمردين. وتوعد هؤلاء المتمردون باستئناف هجومهم على العاصمة. وحضر جنازة الرئيس الراحل العديد من رؤساء دول فى مقدمتهم الرئيس الفرنسى ونظراؤه فى دول الساحل، الذين وعدوا بتقديم دعمهم للمجلس العسكرى للحفاظ على «استقرار» تشاد الحليف الاستراتيجى فى المعركة ضد الإرهاب فى المنطقة. وقبل مراسم التشييع، عبّر ماكرون وقادة الدول الأربع الأخرى فى مجموعة الساحل التى شكلت قوة عسكرية تدعمها باريس لمحاربة الإرهاب، عن «دعمهم المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية من أجل استقرار المنطقة»، وفق ما أعلن قصر الإليزيه. من جهة أخرى، أعرب الاتحاد الأفريقى، أمس الأول، عن «قلقه العميق» إزاء الوضع فى تشاد، مطالبا بإعادة إرساء النظام المدنى فى أسرع وقت ممكن. وقال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى، الهيئة المسئولة عن قضايا الأمن والسلام فى المنظمة القاريّة، فى بيان إنه وإذ يبدى «قلقه العميق» إزاء تشكيل مجلس عسكرى فى تشاد برئاسة نجل الرئيس الراحل إدريس ديبى، يدعو القوات التشادية إلى «احترام التفويض والنظام الدستورى والانخراط بسرعة فى عملية لإعادة إرساء النظام الدستورى ونقل السلطة السياسية إلى السلطات المدنية»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. كما دعا المجلس فى بيانه إلى «حوار وطنى شامل» فى تشاد، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقى برئاسة التشادى موسى فقى محمد بأن «تشكّل على وجه السرعة بعثة رفيعة المستوى لتقصى الحقائق» فى تشاد. وحذر البيان من أن الوضع فى تشاد يشكّل تهديدا محتملا للسلام والاستقرار فى هذا البلد، كما لجيرانه وللقارة بأسرها.