أُغلق مصنع خزف جراجوس للمنتجات التراثية، بمحافظة قنا، الأسبوع الماضي، بعد تسليمه للكنيسة الكاثوليكية وذلك بعد نزاع قضائي استمر لعدة أشهر بين المؤسسين من الفنانين التشكيليين ومطران الكنيسة ليصدر حكما قضائيا بأحقية الكنيسة بالمصنع، ليسدل الستار عن أهم الصناعات الشعبية والتراثية لصناعة الخزف اليدوي، والتي لا يخلو منزلا في صعيد مصر من منتجاتها التي تصل إلى نحو 36 دولة حول العالم. ويعد مصنع خزف جراجوس بمركز قوص، الذي تم تشيده على يد المهندس المعماري حسن فتحي عام 1955 بفكرة الأب الفرنسي أسطفيان دي مونجولوفييه، الذي أراد تعليم الأهالي فن صناعة الخزف بجانب الزراعة لكسب العيش، واحداً من أهم القلاع الصناعية الشعبية التي تعتمد على الطين في صناعتها، حتى أصبح محط أنظار العالم، لما يتميز به من منتجاته ذات الطابع الفرنسي وجودتها العالية. وقال فواز سيدهم سفين، فنان تشكيلي وأحد المؤسسين للمصنع، ل"الشروق"، إنه بعد سنوات قليلة من تأسيس المصنع على يد الأب الفرنسي أسطفيان، وصممه المعماري حسن فتحي كمتحف فني، تم تحرير عقد إيجار بين الكنيسة الكاثوليكية وشركة "ثابت لبيب يوسف لصناعة الخزف" والتي تضم 5 فنانين تشكيليين، وذلك بقيمة إيجارية وقتها 10 جنيهات ونسبة زيارة سنوية وصلت الآن إلى 1100 جنيه قيمة إيجارية شهرية، وهي نظير إيجار المصنع الذي يقع بداخل أرض مملوكة للأبراشية الكاثوليكية، أما المعدات من أفران وغيرها فهي مملوكة للشركاء من الفنانين التشكيليين. وتابع سفين، أن العام الماضي ونتيجة المشكلات التي بدأت تواجه منتجات الخزف وحالة الركود بسبب التسويق لقلة أعداد السائحين وافتقار الدعم المادي من الجهات المسئولة، وخروج جراجوس من خريطة المزارات السياحية المصرية أيضا، مع كل ذلك لجأ المؤسسين إلى فكرة التطوير من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع غرفة الصناعات اليدوية لتطوير المهنة وتدريب نحو 25 شابا وفتاة عن هذه الصناعة التي غزت جميع دول العالم. وأشار إلى أنه بمجرد تغيير أحد الأفران التي تعمل بالمازوت واستبدالها بالغاز الصديق للبيئة فوجئنا بمطران الكنيسة الكاثوليكية تقدم بعدد من الدعاوى القضائية أمام إحدى المحاكم بالقاهرة لفسخ عقد الإيجار وعقب صدور الحكم منذ أشهر والاستئناف عليه، فوجئنا بحكم آخر وقامت قوة أمنية يوم الثلاثاء الماضي بإغلاق المصنع وتسليمه للكنيسة بدون سابق إنذار. وقال أحد الفنانين التشكيليين بالمصنع، فضل عدم ذكر اسمه، إن مصنع الخزف كان يعد أحد أهم القلاع الصناعية اليدوية وكان يعمل به العشرات من الفنانين والمبدعين الذين حملوا على عاتقهم رسالة الفن وهذه الصناعة التى جعلت من مدينة جراجوس محط أنظار العالم لأهمية منتجاتها من أوان فخارية وأدوات منزلية كأطباق الأكل والسرافيس وتماثيل يتم اقتنائها من قبل السائحين الذين يزورون الصعيد، بالإضافة إلى معرضين سنويا يقاما فى القاهرة والإسكندرية سنويا للترويج لهذه المنتجات، وبإغلاق المصنع نعلن اندرثار أخر الصناعات الشعبية اليدوية، وأكثر من 30 أسرة أصبحت بدون عائد مادي. ومن جانبه، قال الأب ماركو ناجي، وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بطيبة، ل"الشروق" إن مستأجرى المصنع قاموا بالتلاعب بالأفران بحجة التطوير ولذلك تم مقاضاتهم واخراجهم مؤكدا أن المصنع ومابداخله من معدات مملوك للكنيسة ولذلك صدر حكما قضائيا لصالح الكنيسة. وتابع: "المصنع سيتم تطويره عن طريق الأب مانويل عياد مطران الكاثوليك بالصعيد، ولن يتم تغيير نشاط المصنع وسيتم افتتاحه بعد عمل دراسة وتطويره".