اعتبرت مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان ، أن تراجع القيم الثقافية الوسطية والمعتدلة المميزة تاريخيا للثقافة المصرية أمام التشدد والانغلاق الفكري والديني ، تعد من أشد الأخطار التي تتعرض لها الأسرة المصرية حاليا ، بما يؤثر بالسلب على منظومة العلاقات الأسرية واختياراتها الاجتماعية الحياتية ويعوق التنمية والتغيير الاجتماعي . وقالت الوزيرة - خلال كلمتها في الصالون الثقافي بدار الأوبرا المصرية حول "تحولات الأسرة المصرية" - إن واقعنا اليوم في القرن الحادي والعشرين بعدما أصبح العالم قرية صغيرة ، يختلف تماما عما سبقه عندما كانت الحدود الجغرافية تتطابق مع الحدود الثقافية أو الاجتماعية أو حتى الاقتصادية . وأضافت أن العولمة وثورة المعلومات وتطور وسائل الاتصال كلها عوامل ساعدت على اتساع الفرص وزادت من التطلعات وانتقال القيم والثقافات الوافدة التي قد تكون سلبية أو إيجابية .. مؤكدة أن أكثر الفئات تأثرا بهذه التحولات هم الشباب . وأكدت عدم قدرة أية مؤسسة اجتماعية في العالم حتى الآن ، على منافسة دور الأسرة في احتضان وتنشئة الطفل خاصة في السنوات الأولى من عمره .. مشيرة إلى أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأهم فى رعاية وتنشئة الأطفال منذ لحظة الميلاد وحتى نهاية مرحلة الطفولة "18 سنة" . ولفتت إلى أن هناك تغيرات كثيرة وعميقة طرأت على تكوين الأسرة المصرية ، من أهمها أن الأسرة الممتدة التقليدية من حيث الشكل والتأثير الاقتصادي والاجتماعي أخذت في الانحصار لحساب الأسرة الصغيرة "الأسرة النووية" .