أكد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعى، أن تعامله مع الملف النووى الإيرانى كان متفقا مع المعاهدات الدولية، وإمكانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية أزمة الملف النووى الإيرانى. وردا على سؤال خلال مقابلة له مع مجلة نيوزويك الأمريكية عما إذا كان يجب عليه أن يكون أكثر شدة فى التعامل مع إيران، قال البرادعى: «يجب على الناس أن تفهم بأننا لا نملك جيشا أو تفويضا من الله.. فأنا لا أستطيع أن أخترق المنشآت والمعامل الإيرانية. وانظروا إلى مجلس الأمن، فهناك ثلاثة قرارات بالعقوبات على إيران لم يتم تطبيقها». فى الوقت نفسه، شكك البرادعى فى جدية خطط إيران لإقامة 10 مراكز جديدة لتخصيب اليورانيوم، قائلا: إنه يرى ذلك «مجرد رد فعل ومجرد نوبة غضب». حيث كانت إيران قد أعلنت نيتها إقامة تلك المفاعلات الجديدة بعد ساعات من تبنى مجلس الحكام بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا بإدانة إيران لعدم التزامها بالتعاون مع الوكالة فيما يخص منشأة تخصيب جديدة أنشأتها تحت الأرض فى مدينة قم ولم تكشف عنها. وجاء القرار فى أعقاب رفض إيران لاقتراح قدمه البرادعى ووافقت عليه الدول الغربية يقضى بتخصيب اليورانيوم الإيرانى فى الخارج. وحول احتمال وجود مواقع نووية سرية أخرى فى إيران، قال البرادعى إن إيران « لم تطبق ما نطلق عليه البروتوكولات الإضافية التى تتيح لنا قدرات إضافية للحصول على معلومات أو معرفة مواقع جديدة. لذا فإننا غير واثقين بشأن الأنشطة غير المعلنة. لقد علمنا بمنشأة قم عندما بعث لنا الإيرانيون بخطاب فى سبتمبر الماضى. وللأسف كانت أجهزة مخابرات دولية كثيرة تراقب المنشأة منذ عامين، ولكنها حتى لم تلمح لنا بشأنها». وأوضح البرادعى أن «منشأة قم تحتاج إلى عامين قبل دخولها مرحلة التشغيل» وهو ما يعنى أن الحديث عن خطورتها ينطوى على مبالغة كبيرة. وأكد البرادعى موقفه الرافض للعمل العسكرى ضد إيران، قائلا: إن التهديدات لن تساعد فى حل المشكلة، فهى فقط تؤدى إلى مزيد من المواجهة ومن الممكن أن تدفع (إيران ) إلى تبنى برنامج نووى سرى بالكامل». وأوضح البرادعى أن استخدام القوة يمكن أن يؤخر البرنامج لمدة عامين، وتابع:«إذا قصفتموهم فإنهم سيتجهون للصدام بتطوير سلاح (نووى). وهم يمتلكون المعرفة. ولا يمكنكم قصف المعرفة». وقال البرادعى إنه مازال متفائلا على المدى البعيد، فأنا أعلم بأن حكام إيران الحاليين يريدون التطبيع مع الولاياتالمتحدة حتى بعد انتخابات يونيو الماضى، فهناك رغبة حقيقية للحوار مع أمريكا والتوصل إلى سلة (اتفاق) شاملة ». وأشار البرادعى إلى أن الوكالة عملت خلال الشهرين الماضيين على حزمة اتفاق حول الوقود، و« هو اقتراح لم يسقط من الطاولة بعد»، على حد تعبيره. وأضاف: «إيران تقول إنها مستعدة لإرسال مخزونها (من اليورانيوم) إذا حصلت على الوقود فورا». ولفت إلى أنه لاتزال هناك مواضع تحتاج للاستكشاف فى هذا الأمر. وحول عما إذا كان يجب إعطاء الاهتمام الأكبر إلى برنامج كوريا الشمالية العسكرى، قال البرادعى إنه «كنتيجة لانعدام الحوار، قاموا بتحويل الوقود النووى إلى بلوتونيوم وطوروا برنامجا عسكريا « وأضاف أن الدرس من ذلك هو « أنه بغض النظر عن رفضك لسلوك معين، فعليك أن تستمر فى الحوار، فمحاولة وصفهم بمحور الشر تؤدى فقط إلى دعم المتشددين». وحول دعوة أوباما لعالم خال من الأسلحة النووية، قال البرادعى: « نحن على وشك البدء فى التفاوض حول معاهدة تحرم إنتاج المواد النووية لأغراض التسلح. وبالتدريج سنصل إلى مرحلة سينظر فيها إلى الأسلحة النووية مثلما ينظر حاليا إلى الإبادة الجماعية أو العبودية. خدمة نيوزويك الصحفية