قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الخطف وطلب الفدية أصبح تجارة مربحة وجذابة في شمال نيجيريا، خاصة أطفال المدارس، الذين أصبحوا سلعة رائجة لتلك التجارة. وأضافت في تقرير نشرته، أمس الثلاثاء: "قبل منتصف ليل يوم 11 مارس الجاري، اقتحم مسلحون مدرسة على بعد 300 متر من كلية للتدريب العسكري في ولاية كادونا النيجيرية، وأصابوا التلاميذ بالرعب وهم نيام، واستغرق الأمر 12 ساعة فقط، كي يعلن الخاطفون عن مطالبهم، عبر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك". وتابعت: "إنهم يريدون فدية 50 مليون نيرة، وهي العملة النيجيرية، ما يعادل مليون دولار، وفقًا لما قاله الرهائن المرعوبون، الذين تم تصويرهم أمام الخاطفين المسلحين". ووفقا للصحيفة فقد أصبح هذا هو الوضع الروتيني والوحشي في الوقت نفسه، في أكبر دولة من حيث عدد السكان في أفريقيا، فمنذ ديسمبر الماضي، تعرض أكثر من 800 من أطفال المدارس للخطف، ما هز نيجيريا، وأدى إلى مطالبات بضرورة التحرك الفوري، وذلك من جانب الحكومة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس". وتابعت: "تم إغلاق مئات المدارس في 3 ولايات نيجيرية، خوفًا من تكرار الهجمات، ما جعل 15 مليون طفل نيجيري على الأقل دون مدارس، أكثر من أي دولة في العالم". ونقلت الصحيفة عن المحلل الأمني بولاما بوكارتي، قوله: "أصبح الخطف من أجل الحصول على فدية أمرًا طبيعيًا ومؤسسيًا، لدرجة أنه يحمل الآن علامة المشروع القانوني. لقد تحول إلى تجارة مربحة وجذابة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال". وتابع: "موجة العنف في نيجيريا توسع نطاق عدم الاستقرار الذي انتشر في 3 دول مجاورة: النيجر، الكاميرونوتشاد. واستفاد الخاطفون من الأسلحة التي يتم تهريبها عبر ليبيا، التي تمزقها الحرب، وذلك عبر الحدود مع النيجر، ثم إلى نيجيريا". ونقلت الصحيفة عن أحد الخاطفين، الذي سلم نفسه مؤخرًا إلى الحكومة، مقابل العفو، أن "الحصول على الأسلحة في شمال نيجيريا، يشبه الآن شراء الخبز". وبحسب أحد المصادر المشاركة في مفاوضات الفدية، فإن زعيم جماعة بوكو حرام الإرهابية أبوبكر شكوي، أبرز المطلوبين في أفريقيا، والذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قيمتها 7 ملايين دولار مقابل رأسه، أرسل بعض أعضاء الجماعة للعمل مع قطاع الطرق، ومساعدتهم في شن المزيد من الهجمات، وجمع أموال الفدية، مقابل كل عملية خطف، باستخدام الخوف الذي نشرته بوكو حرام، لإجبار الآخرين على دفع الأموال. إلا أن مسؤولي الاستخبارات النيجيريين يقولون: إن "بوكو حرام" ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تسعى لاستغلال فراغ السلطة في البلاد، وقالوا إن فرع تنظيم داعش الإرهابي، وجماعة الأنصار، المتحالفة مع تنظيم القاعدة الإرهابي، يسعيان -أيضًا- للوصول إلى اتفاقات للتعاون مع قطّاع الطرق. وأشارت إلى أن اندماج العمليات الإجرامية مع الإرهاب في شمال نيجيريا، أدى إلى تضخيم حالة عدم الاستقرار، التي تمتد الآن من منطقة بحيرة تشاد عبر منطقة الساحل والصحراء، وحتى ليبيا. ورصدت الصحيفة الأمريكية نشاط جماعة "بوكو حرام" النيجيرية الإرهابية في خطف الأطفال، مقابل الحصول على فدية أو تبادل سجناء، حيث كان أبرز تلك العمليات في عامي 2016 و2017، حيث تم خطف 100 رهينة، والحصول على فدية بقيمة 3.6 مليون دولار.