عاش الزوجان الأمريكيان بيل وإيستر أيلينسكي، حياة مفعمة بالحب والمغامرة بين الولاياتالمتحدة وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط والكثير من المودة والعطاء مع الناس، وكما عاشا حياتهما سويا، أنهياه سويا على فراش المستشفى بعد أسابيع من إصابتهما بفيروس كورونا المستجد. وتقول سارا مولينسكي، ابنة الزوجين الوحيدة لوكالة أسوشييتد برس، إن عيد زواج والديها ال68 كان موعده خلال الأسبوع الماضي ولكنهما توفيا قبل أن يحضرانه، إذ كان الأب في عمر يناهز ال88 والأم عن عمر 92. وأضافت سارا، إنه من المذهل أن يرحلا سويا كما أمضيا حياتهما سويا، مستطردة إنها تشتاق لهما كثيرا. وعن قصة تعارف الزوجين تقول سارا إن أباها أثناء دراسته الجامعية التي كانت دراسة دينية وإعدادية له ليصبح تبشيريا احتاج معلمة للبيانو فاقترح عليه أصدقائه إيستر لتكون معلمته فوقع في حبها وتزوجا بعد التخرج إذ قال لها إنه لا يستطيع أن يمنحها الكثير من المال ولكنه يعدها بكثير من المغامرات وهو ما حدث بالفعل. سافر الزوجان لجزيرة جمايكا خلال الخمسينيات وعملا في المجال التبشيري وهناك تبنيا سارا ليصطحباها بعدها للبنان حيث عمل بيل في التدريس وإيستر في فرقة روك دينية وكان ذلك قبل نشوب الحرب الأهلية إذ أقاما نحو 15 عاما بلبنان. وتقول سارا، عن أيام الحرب إن منزلهم أصيب بقذيفتين أسقطت إحداهما بيل أرضا لتظنه وأمها قد مات وتمضيان الليل تبكيان عليه إلا أنه نجا لتغادر العائلة بعدها لبنان على متن آخر طائرة إغاثة أمريكية. وتضيف أن أباها عمل قسا في الولاياتالمتحدة عقب عودته من لبنان بينما عملت والدتها في إدارة شبكة لتعليم المسيحيين الصلوات، مضيفة أن كل من الزوجين كان يكمل الآخر إذ كان بيل المحب للقراءة والثقافة وكانت إيستر المتحدثة البارعة ذات الشخصية الجذابة، بينما يقول توم بيلت الذي عمل مع الزوجين لفترة في المجال الديني إنهما كانا معطاءان ومتسامحان مع الجميع. وعن إصابتهما بالفيروس، تقول سارا إن والدتها كانت لا تخرج من المنزل خلال الجائحة بينما لم يتحمل بيل الابتعاد عن الناس وبعد عيد الحب بيومين ظهرت الأعراض على إيستر وبعدها على بيل ليتم نقلهما للمشفى نهاية فبراير الماضي. وتقول جوتلين لوبيز، مديرة الإشراف الطبي بمشفى بالمز بيتش الأمريكي إنها طوال 15 عاما من الخبرة لم تصادف وصول حالتين لزوجين معا، فلم تتردد بوضعهما بنفس الفراش. وتقول سارا إنه من المؤسف عدم قدرتها على الدخول لهما إذ ألقت كلمات الوداع بمكبر صوت من نافذة الغرفة إذ لم يكن بيل واعيا ليسمعها، ولم تتمكن إيستر من النطق رغم سماعها وفي أول أيام مارس توفيت إيستر ليلحق بها بيل بعد ربع ساعة فقط من موتها.