بطلة «غريزة أساسية» تتحدى الزمن وتظهر عارية فى سن السابعة والخمسين مارلين مونرو حصلت على 25 ألف دولار مقابل كل صورة عارية.. وقالت «لا أحد يبدو مثلى بدون ملابس»! الفرنسى المتطرف «مارى لوبن» أغضب زوجته فعاقبته بالظهور عارية وهى تمسح البلاط على صفحات «البلاى بوى» بعض العرى فضيحة، لكن بعضه الآخر شهرة. وأخيرًا، الممثلة الأمريكية شارون ستون، بطلة فيلم «غريزة أساسية» قررت أن تتعرى فى السابعة والخمسين. أثبتت هذه الشقراء أنه لا يزال عند الممثلة الأمريكية ما تقوله بجسدها عبر الكشف عن مفاتنها، بلا ارتباك أو حرج. العدد الجديد من مجلة «هاربرز بازار» الشهرية، حيث أطلت بكليشيهات التُقطت بالأسود والأبيض البديعين (تصوير مارك أبراهامز)، بما يؤكد أنها المرأة التى لم يفترس الزمن طموحها ولم يشلّ عصبها ذاك العارض الصحى الذى ألمّ بها قبل سنوات وأحدث خللًا فى دماغها. لم يكن التعرى يومًا مشكلة عند الممثلات فى القارتين الأمريكية والأوروبية: إن أمام الشاشة أو خلفها، بقدر ما مثّل هاجسًا عند السلطات ذات الطابع الرقابى. منذ أودريه مانسون، الممثلة الأولى التى ظهرت برداء حواء فى فيلم أمريكى مطلع القرن العشرين، هناك لعبة قطّ وفأر بين مَن يمجّد الجمال الأنثوى صورًا وأفلامًا وفنًّا تشكيليًا ونحتًا، ومَن يقيسه بالسنتيمترات، ثم يشرعنه ويفرض عليه السلاسل المعدنية. هذا التعرى ميّال إلى التحدي؛ تحدى تلك الأجساد العشرينية التى تأكلها الميديا لحمًا وترميها عظامًا فور دخولها الأربعين. تتعرى ستون، لأنها تريد أن تقول إن امرأة فى مثل سنّها، تبعث على الحلم أيضًا. عديدة هى نماذج إهمال هوليوود للممثلات اللواتى تجاوزن الخمسين من العمر. عندما تطعن الممثلة فى السنّ ويذوب الجمال وتدخل «حيز الخطر»، تصبح مطالَبة بأمرين: إما الموهبة وإما الموهبة الفائقة. تعرّى شارون ستون هو من طراز خاص. إنه ذو مصادر متعددة: أولًا، محاولتها هذه تتولّد من الرغبة فى ربط زمنين، الحاضر والتسعينيات (يوم أطلّت علينا فى «غريزة أساسية» لبول فرهوفن 1992). ما كان جرأة فى السابق، ليس اليوم أكثر من تسليع أو بزنس، وهو غدًا شىء آخر. تعرى ستون هو محاولة للقفز من معنى إلى معنى، والعبور من المكانة التى وفّرتها لها الأفلام، إلى مكانة أخرى: الصورة الجامدة. يكمن الخطر فى أن تخرج ستون من المعنى إلى اللامعنى، فى عالم كلّ شىء فيه بات يحتاج إلى مسوّغات وتفويض واعتراف كى يكون موجودًا. أمريكيًا، البقاء داخل الكادر هو الغريزة الأقوى، وربما الغريزة الأساسية. قبل شارون ستون، كانت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان ترد على اتهامها بادعائها الحمل، بنشر صورتها عاريةً بشكل كامل. شاركت كيم جمهورها صورتها عبر حسابها على موقع «انستجرام»، مضيفة إليها ردًا قاسيًا قالت فيه: «قالوا فى البدء أنى نحيفة جدًا لأكون حامل، لذا لا بد أنى زورت الصورة... والآن يقولون أنى ضخمة جدًا لذلك هناك تزوير... على كل حال أنا ممتنة لله على هذه المعجزة والنعمة، بغض النظر عن الشائعات أو التعليقات التى ترمى فى طريقى، إنها حقًا لن تؤثر بى هذه المرة!». فى وقت كانت مواثيق الشرف المتعلقة بالتزام الأخلاقيات رائجة فى هوليوود، وافقت الأيقونة مارلين مونرو على القيام بجلسة تصوير وهى عارية فى أستوديو المصور توم كيلى فى 27 مايو 1949. ولم يكن نشر الصور أمام الجمهور بالأمر السهل لذا بقيت سرية لفترة، ونشرت صحيفة «الجارديان» واحدة منها مسلطة الضوء على واحدة من أكثر النساء اللواتى أثارت حيواتهن كما مماتهن الجدل. فى عدد يونيو 2012، نشرت مجلة «فانيتى فير» صورًا عارية لمارلين مونرو. وكشفت المجلة عن سر حصول مارلين على مبلغ 25 ألف دولار مقابل كل صورة عارية؛ إذ قالت مونرو للمصور شيلر عندما وافق صاحب إمبراطورية «بلاى بوي» هيو هفنر على دفع 25 ألف دولار للصورة العارية الواحدة «إنها استحقت كل بنس». وقالت وهى تضحك: «ليس هناك شخص يبدو مثلى بدون ملابس»! الأمر لا يقتصر على الفنانات. ففى مطلع الألفية الثالثة، تجردت وزيرة البيئة الفنلندية ساتو هاسى من ملابسها، فقامت الدنيا ولم تقعد بسبب الصور العارية للوزيرة التى نشرتها صحيفة «هلسينجين ساتومات» التى تصدر فى العاصمة هلسنكى. صور الوزيرة التى نشرت مع موضوع كبير تحت عنوان «الروح والجسد» أثارت ردود فعل سلبية فى المجتمع الفنلندى حتى إن نائبة رئيس مجلس الوزراء سيركا ليسا أنتيلا قالت: إن الوزيرة تخطت حدود الأخلاق السياسية بفعلتها هذه، فصورها العارية يمكن أن تطغى على المسائل السياسية. ساتو هاسى أكدت فى تصريحات صحفية أن ما فعلته لا يستحق هذه الضجة، وأن هذه الصور العارية لا تعنى الإباحية لأنها تحاول فى النهاية نصرة القضايا البيئية بالطرق التى تراها مناسبة. غير أن وزيرة البيئة الفنلندية لم تكن أول مسئولة أو شخصية عامة تتجرد من ملابسها علنًا، فقد فعلتها من قبل نائبات ووزيرات وزوجات رؤساء حكومات وزعماء أحزاب، ونجمات التليفزيون والسينما والأزياء من أمريكاوالصومال. وحين أراد محامو الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون النيل من الموظفة باولا جونز التى أقامت ضد كلينتون دعوى تحرش جنسى، لم يجدوا أفضل من صور عارية التُقطت لها لكى ينشروها ويوزعوها لتأكيد استهتار تلك الموظفة، التى نجحت فى النهاية فى الحصول على مليونى دولار من كلينتون مقابل تسوية القضية وإغلاق فمها. النائبة الإيطالية السابقة شيشولينا عارضة البورنو الشهيرة نجحت فى الوصول إلى البرلمان بفضل الكشف عن كنوزها الطبيعية أمام أبناء دائرتها الانتخابية فى استعراض مثير وهى ترفع شعارًا له مغزاه «مارسوا الحب.. لا الحرب»! وفغر كثيرون أفواههم حين شاهدوا نجمة السينما ديمى مور عارية على غلاف إحدى المجلات وهى حامل فى شهرها التاسع، وعلى الغلاف جملة تقول: «مزيد من يمى مور»، لكن ديمى قالت: إن زوجها آنذاك بروس ويليس لم يبد اعتراضه على ظهورها عارية وهى حامل فى صورة غلاف أرادت به تأكيد أن الأنوثة لا تذوى خلال شهور الحمل. وسجلت زوجة السفير السويسرى فى برلين سابقة فى الحياة الدبلوماسية، حين نشرت صحيفة «ماكس» الشعبية الألمانية فى مايو 2001 صورًا لها، وهى شبه عارية، وكانت الصحافة الألمانية تعرف شاون فيلدنج بأنها «ملكة الليل فى برلين»، وتحت عنوان «راعية البقر فى الألب» نشرت لها صورًا بملابس فاضحة لرعاة البقر، وأخرى بملابس شفافة قرب علم السفارة السويسرية، وثالثة فى وضع مثير على مبنى يبعد أمتارًا قليلة عن مقر المستشار الألمانى جيرهارد شرودر. وكتبت صحيفة «بيلد» تعليقًا على هذه الصور يقول: “انظر أيها المستشار، هذه جارتك الجديدة». وإذا كانت فيلدنج وهى ملكة ججمال سابقة فى ولاية تكساس الأمريكية قد اعتبرت الصور التى التُقطت لها فنية ولا تثير مفاجآت، فإن سارة فيرجسون زوجة الأمير أندرو ابن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية قد فوجئت بصورها وهى عارية الصدر فى مشاهد مثيرة مع المدير المالى لأعمالها قرب حمام سباحة، فى حين باعت الصحف الشعبية البريطانية ملايين النسخ من هذه الصور الفاضحة على صدر صفحاتها الأولى، ليقرر أندرو فى النهاية انفصاله عن سارة، وعندما أعلن أندرياس باباندريو عام 1988 أمام عدسات المصورين حبه الكبير لعشيقته ديميترا ليانى، ثارت ثائرة الشعب اليونانى، وذهبت إحدى المجلات إلى أبعد من ذلك، فنشرت صورًا تبدو فيها ديميترا عارية الصدر وأرفقت بها تعليقًا ساخرًا: «هذان سبب سعادة رئيس حكومتنا». وتضمنت حملة التشهير جملة من النكات البذيئة حول ماضى حبيبة رئيس الوزراء اليونانى عندما كانت مضيفة فى شركة الخطوط الجوية اليونانية، ولعل أكثر تلك النكات طرافة وتهكُّمًا تقول: «إن سجل ديميترا الجوى حافل بالمغامرات، فهى لم تترك طيارًا فى الشركة باستثناء الطيارين الآليين». وحين غضبت زوجة جان مارى لوبن زعيم الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف فى فرنسا من حكايات غراميات زوجها ذى العين الواحدة، قررت إهانته على طريقتها الخاصة، فتجردت من ملابسها وظهرت عارية تمسح البلاط أمام عدسات مصور مجلة «البلاى بوى». صورة عارية منحت عارضة الأزياء السوبر إيمان فرصة لكى تهرب من ظروفها المادية الصعبة فى الصومال إلى مانهاتن فى الولاياتالمتحدة، فقد التقت بطريق الصدفة المصور المحترف الموهوب بيتر بيرد فى أحد شوارع العاصمة الكينية نيروبى عندما كانت تلميذة علوم سياسية، ووافقت على الوقوف أمامه عارية ليصورها بكاميرته السحرية، وأرسل صورها إلى وكالة ويلهملينا للأزياء فى نيويورك، وسرعان ما تمكنت من الهرب من زوجها باستخدام أوراق مزيفة، إلى أن حطت رحالها فى مانهاتان عام 1975 فى ترتيبات تمت بالتواطؤ بينها وبين وكيل وكالة ويلهملينا للأزياء.. ولم تجد عارضة الأزياء السوبر كلوديا شيفر عيبًا فى التقاط مجلة فرنسية صورها وهى عارية الصدر مع أحد أصدقائها على شاطئ البحر بعد أن كتبت المجلة تعليقًا رئيسيًّا يقول: «حين لا ترتدى كلوديا سوى جمالها»! وعندما رأى وزير الحرب البريطانى جون بروفيومو راقصة الملاهى الليلية كريستين كيلر تسبح عارية فى حمام سباحة فى فيلا على نهر التيمس يؤمّها كبار رجال السياسة والمجتمع وقع فى غرامها على الفور، ومن النظرة الأولى، وتطور الأمر إلى علاقة ساخنة حتى فى فراش الزوجية فى منزل بروفيومو فى ريجنت بارك، إلى أن تبين أن كريستين على علاقة جنسية فى الوقت نفسه بيوجين إيفانوف الملحق البحرى العسكرى فى السفارة السوفيتية فى لندن. أجهضت الفضيحة المستقبل السياسى لبروفيومو، بعد أن حاول ستر القصة بالأكاذيب فى عام 1963 أمام مجلس العموم البريطانى بشأن علاقته بفتاة الليل الجميلة.. إنها صور تظهر فيها خفايا الجسد وتتكشف أسرار الأنوثة، ليبدأ بعد ذلك الزلزال وتوابعه من ردود فعل متباينة حول هذا الجسد الخاص الذى أصبح عامًّا.