غنيم: الافتتاح فى الثالث من إبريل بحضور الرئيس.. والمومياوات تدخل المعامل لمدة 14 يومًا قبل عرضها للجمهور عملية الترميم ووضع سيناريو العرض بأيادٍ مصرية خالصة.. وبث مباشر لعملية النقل عبر وسائل الإعلام المصرية والعالمية انتهت الأجهزة المعنية من وضع اللمسات الأخيرة لاحتفالية نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية، المقررة فى الثالث من إبريل المقبل. وقال الدكتور أحمد غنيم المدير التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة، إن الموكب سيمر من المتحف المصرى بالتحرير، إلى ميدان التحرير وسور مجرى العيون، وصولا لمتحف الحضارة، حيث من المتوقع أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسى فى استقباله، ثم يعلن افتتاح قاعة العرض المركزية للمتحف. وأضاف غنيم، ل«الشروق»، أنه عقب وصول المومياوات الملكية لمتحف الحضارة لن يتم عرضها مباشرة للجمهور، موضحا بأنه طبقا للإجراءات العلمية المتبعة من المرممين والآثاريين، ستدخل المومياوات للمعامل لإجراء عمليات العزل والحفظ النيتروجينى لمدة 14 يوما، لذا لن يكون باستطاعة الجمهور مشاهدتها قبل 14 يوما من وصولها، لكن المتحف سيستقبل الجمهور من يوم 4 إبريل عقب وصولها مباشرة، لمشاهدة القاعات الأخرى فقط. وأوضح أن عملية الترميم والتطوير ووضع سيناريو العرض كانت بأياد مصرية خالصة، ولم يتم الاستعانة بأى أجانب إلا فى تصنيع وتركيب الفاترين التى صنعت فى ألمانيا فالشركة الموردة هى المسئولة عن التركيب لضمان جودة التركيب، بجانب تركيب شاشات لعرض التى ستعرض أفلام سينمائية تخدم سيناريو العرض الخاص بالقطع الأثرية والمومياوات. وأكد غنيم أنه لن يكون هناك حضور من المواطنين سواء عن طريق الوقوف على طول الطريق أو بأى مشاركة أخرى، نظرا للظروف الصحية والتى يعانى منها جميع الدول وحفاظا على عدم التجمعات لعدم انتشار فيروس كورونا، لذلك لن يكون هناك جمهور، موضحًا أن البث المباشر للموكب سيكون عبر وسائل الإعلام والفضائيات المصرية والعالمية التى ستنقل الفاعليات على الهواء خطوة بخطوة ولحظة بلحظة. وأشار إلى أنه سيكون هناك مشاركة عدد من الفنانين والفنانات على رأس الموكب، وسيتم تنظيم عروض استعراضية وسيجرى إطلاق طلقات نارية ترحيبا بهم فى المتحف القومى للحضارة، وستنظم هذا الحدث الكبير شركة مصرية، وسيتم نقل المومياوات على عربات صُنعت خصيصا لهم، ويحترم فيها قدسية الموت، بالإضافة إلى الحفاظ على المومياوات من أى تلف. وقال مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبدالبصير، إن نقل المومياوات الملكية فى ذلك التوقيت مناسب بشكل كبير، خاصة مع تأجيل حفل النقل أكثر من مرة بسبب كورونا، مضيفا أنه حدث فريد من نوعه وسيلقى صدى كبيرا، كما سيساعد على الترويج للسياحة فى مصر والعالم. وأضاف عبدالبصير ل«الشروق»، أنه فى الفترة الماضية تم نقل تمثال رمسيس الثانى من باب الحديد للمتحف المصرى الكبير فى 2006، وحظى بمتابعة عالمية واسعة، متوقعا أن يحظى نقل ال22 مومياء باهتمام أكبر. وأوضح أن السياحة مرتبطة عالميا بسبب جائحة كورونا، لكنها بدأت فى التعافى أخيرا، مضيفا أنه خلال الجائحة كان هناك إقبال من الزوار، ولكن لم يكن بالعدد الكبير المتوقع نظرا للأزمة، إلا أن السياحة فى مصر كانت أفضل من الأماكن الأخرى، خاصة السياحة الشاطئية، مثل البحر الأحمر وجنوب سيناء. وأشار إلى أن عدم حضور الجمهور للمشاركة فى نقل المومياوات الملكية بسبب أزمة كورونا لن يؤثر على الترويج السياحى، مضيفا أنه سيتم وضعهم على جدول العرض مستقبلا، لافتا إلى أن المومياوات سيتم عرضها فى متحف الحضارة بشكل لائق وجديد، وستكون كل واحدة موجودة مع الأثر الخاص بها، بشكل أشبه بالبر الغربى للأقصر. وأكد أن المومياوات هى منطقة الجذب المركزية للمتحف القومى للحضارة، بينما قطع توت عنخ آمون هى الجاذب الرئيسى للمتحف المصرى الكبير. وتابع: «نأمل فى رجوع رأس نفرتيتى من متحف برلين خلال الفترة المقبلة لعرضها عند افتتاح المتحف المصرى الكبير، خاصة أن متحف برلين يحصد مليون زائر سنويا لرؤيتها، فعودتها مع حجر رشيد من المتحف البريطانى سيحدث صدى كبيرا جدا للمتحف الكبير». وقالت مدير عام البحث العلمى لمنطقة آثار إمبابة بأبو رواش، الدكتورة هند الشربينى، إن تأجيل نقل المومياوات الملكية فى الفترة الماضية كان قرارا موفقا، حفاظا على سلامة المواطنين، فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد. وفى سياق آخر، يعرض داخل المتحف لأول مرة هيكل عظمى لشاب مصرى عمره 35 ألف سنة، ويقول مسئول ترميم المومياوات الملكية، الدكتور مصطفى إسماعيل، إنه اكتشف فى سوهاج بمنطقة «نزلة خاطر» فى المحاجر، وكان فى حالة سيئة حين وصل المتحف، وتم ترميمه وإعادة ترتيب أجزاء لعرضه فى القاعة المركزية داخل الفاترينة الأولى الخاصة بمرحلة ما قبل التاريخ. وتابع: «كان الهيكل موجودا فى بلجيكا لعمل دراسات، واسترد عام 2015، وحفظ داخل المتحف المصرى، حتى تم نقله إلى الحضارة، ولدينا هيكل عظمى آخر عمره 55 ألف سنة، عثر عليه بمنطقة الترامسة التابعة لمحافظة قنا، لكن حالته لا تسمح بالعرض المتحفى». وقالت نائبة محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، المهندسة جيهان محمد عبدالمنعم، أنها طالبت الأحياء التى يسير خط سير المومياء برفع الجاهزية القصوى ومراجعة جميع الأعمال المتعلقة به، الذى من المقرر انطلاقه فى 3 أبريل المقبل. وأضافت أنه تم الانتهاء من أعمال التطوير خلال فترة زمنية وجيزة، وتمت زيادة المساحات الخضراء والتشجير على طول المسار، فضلا عن الانتهاء من أعمال طلاء الأسوار، ورفع كفاءتها من خلال إزالة أى تشوهات، مع طلاء واجهات العقارات المطلة على الطريق المؤدى إلى متحف الحضارة بالفسطاط. وتابعت أنه يجرى استكمال الأرصفة والبلدورات وتوحيد منسوب الأرصفة ورفع كفاءة الإشغالات الخاصة ببائعى الفواخير، وإخلاء الأرصفة تماما للمشاة، كما تجرى مراجعة دهانات أجسام وأسوار الكبارى الموجودة بالمسار من الداخل والخارج، فضلا عن الانتهاء من معالجة الأجزاء المتهالكة من الفواصل والأسوار والأرصفة ورفع كفاءتها بشكل عام. وأوضحت أنه تم رفع لافتات الإعلانات المخالفة من أعلى المبانى والعقارات الترثية، على طول المسار، وإزالة التشوهات الموجودة على الأسوار بإعادة طلائها بلون موحد. وفى حى مصر القديمة، أشارت نائبة المحافظ، إلى أنه تم إنشاء تابلوه زراعى من الورود والزهور بالقرب من كوبرى « المانسترلى» ليضفى مظهر جمالى بخط السير، علاوة على صيانة الأرصفة وعمل بلدورات على جانبى المسار، بجانب تقليم الأشجار التى تطل على المسار فى نطاق الحى. ولفتت إلى أنه تم تهذيب النجيلة وتنسيق الزهور، بجانب دهان أعمدة الإنارة التى تطل على المسار، بجانب طلاء جميع العمارات والمبانى التى تطل على المسار. وتابعت: « أنه فى حى السيدة زينب، يجرى استكمال تركيب أعمال الجرانيت أمام معهد الأورام، والانتهاء من طلاء العقارات المطلة على خط المسار، بجانب دهان الأرصفة الواقعة عليه، فضلا عن صيانة النافورة التجميلية بميدان فم الخليج ورفع كفاءتها، وهى عبارة عن تصميم هرمى به إضاءة من الزوايا وتنساب المياه من على المسطح الهرمى إلى أرضية النافورة».