أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن امتنانه لحصوله على جائزة نوبل للسلام لعام 2009، مقرا بتفهمه للجدل الذي أثاره قرار منحه الجائزة التي تسلمها يوم الخميس في العاصمة النرويجية أوسلو. واعترف أوباما في كلمته عقب تسلم الجائزة التي تقدر قيمتها المالية بما يعادل مليون يورو أن إنجازاته لا تزال قليلة حيث قال : " لا اشك أن ثمة (مرشحين) آخرين كانوا ربما أكثر استحقاقا مني", وقال إنه قائد دولة تخوض حربين، إلا أنه رأى أن أحد الحربين في طريقها للانتهاء، وذلك في إشارة إلى حرب العراق وأن بلاده مجبرة على المضي في الأخرى "حرب أفغانستان" حتى لا تتعرض للمزيد من الهجمات. وأعلن أوباما الأسبوع الماضي عزمه إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى هناك, كما أقر أوباما بمسئوليته عن: "قرار نشر الآلاف من الأمريكيين الشباب في مناطق نائية، ربما يتعرضون للقتل فيها". واعترف أنه لا يملك حلولا قاطعة لمشكلات الحروب، وأن هناك أوقاتا ترى فيها الدول استخدام القوة ليس فقط ضروريا وإنما مبررا من الناحية الأخلاقية. ومضى أوباما يقول: "لا يمكنني أن أقف مكتوف الأيدي في وجه التهديدات التي يواجهها الشعب الأمريكي, فالمفاوضات لن تقنع قادة تنظيم القاعدة بالتخلي عن السلاح". وأوضح الرئيس الأمريكي أن الحربين لم يكونا خيارا أمريكيا فقط وأن العالم بأسره سار خلف الولاياتالمتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ولا يزال يدعمها في أفغانستان, وأن العالم هو نفسه الذي اعترف بالحاجة إلى مواجهة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عندما غزا الكويت. وشدد أوباما على أن التزام بلاده بأمن العالم لن يتغير ،إلا أنه لا يمكنها أن تتحرك بمفردها ، كما يحدث في مواجهة مشكلة القرصنة قبالة السواحل الصومالية. واستشهد أوباما على جهود بلاده لتجنب المزيد من الحروب عبر العقوبات التي يتم فرضها على من لا يلتزمون بالقانون ، خاصة فيما يتعلق بانتشار الأسلحة النووية. وشدد على ضرورة أن يتمتع جميع المواطنين في كافة الشعوب بحرية التعبير والعبادة واختيار القادة، مدينا في هذا الشأن ما يحدث في ميانمار وزيمبابوي وإيران. وقال أوباما في نهاية الخطاب: "نعترف بصعوبة الكفاح من أجل الكرامة, نتفهم أنه لابد وأن تكون هناك حرب، إلا أننا سنظل نكافح من أجل السلام". وكانت لجنة نوبل منحت الجائزة لأوباما في التاسع من أكتوبر بعد أقل من تسعة أشهر على دخوله البيت الأبيض وفي ظل خوضه حربين من دون تحقيق أي نجاح دبلوماسي. يذكر أن أمريكيان من ثلاثة يعتبرون أن أوباما لا يستحق جائزة نوبل، وذلك وفق استطلاع للرأي نشر هذا الأسبوع.