علن الرئيس التونسي قيس سعيد في لقائه بالمسؤولين في السلطة الليبية اليوم الأربعاء في طرابلس عن دعم تونس لمسار الانتقال الديمقراطي في البلد الجار وبحث فرص إعطاء دفعة للتعاون الاقتصادي والتجاري المتعثر منذ سنوات بين البلدين. ووصل الرئيس سعيد الى طرابلس صباح اليوم في أول زيارة لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ عام 2012 ولكنها تحمل آمالا لإنعاش فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في استقبال الرئيس التونسي لدى وصوله مطار معيتيقة بطرابلس. وقامت إدارة الاحتفالات والزينة الليبية بتزيين شوارع العاصمة طرابلس برايتي ليبيا وتونس ترحيبا بزيارة الرئيس التونسي . وضم وفد الرئيس وزير الخارجية عثمان الجرندي ومسؤولين في الديوان الرئاسي ومستشار مكلف بالملفات الاقتصادية. وأشار بيان صحفي عن الرئاسة التونسية إلى أن المباحثات التي أجراها الرئيس سعيد مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ووزراء في الحكومة الانتقالية ركزت على دعم تونس للمسار الانتقالي في ليبيا وتعزيز الروابط التاريخية بين البلدين. وأضاف البيان أن المباحثات شملت "الاتفاق على إعطاء دفعة جديدة للنشاط التجاري ووضع خطة عمل لتفعيل الجانب الاستثماري عبر تسهيل إجراءات العبور بين البلدين وتيسيير الإجراءات المالية بين البنك المركزي التونسي ومصرف ليبيا المركزي". وكانت تونس محطة رئيسية في طريق التسوية السياسية في ليبيا عبر احتضانها ملتقى للحوار الليبي في نوفمبر الماضي والذي أفضى إلى الاتفاق على تكوين حكومة انتقالية وتحديد موعد الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري. ويرتبط البلدان بحدود تمتد على نحو 500 كيلومتر يضمان معبري راس جدير والذهيبة وهما يمثلان شريان الاقتصاد في الجنوب التونسي ولكن مع اندلاع النزاع المسلح بين الفرقاء الليبيين وتدهور الوضع الأمني في ليبيا بعد 2011 تعطلت الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة. وتستقطب ليبيا عشرات الآلاف من العمال التونسيين منذ عقود ويعيش بها على نطاق واسع الآلاف من العائلات المتصاهرة بين البلدين ولكن بعد الحرب اضطر أغلبهم للعودة الى تونس التي تواجه وضعا اقتصاديا خانقا رافق انتقالها السياسي منذ 2011. ويعتمد التجار التونسيون في المدن القريبة من الحدود الليبية على جلب السلع الرخيصة من ليبيا وتهريب البنزين. وقبل زيارة سعيد إلى ليبيا نظمت مدينة صفاقس كبرى المدن الاقتصادية في تونس ملتقى بين رجال أعمال ليبيين وتونسيين بهدف النظر في فرص الاستثمار ومشاريع إعادة الإعمار في ليبيا من قبل الشركات التونسية. وفي 2019 بلغ حجم التبادل التجاري بين تونس وليبيا 7ر1 مليار دينار تونسي (قرابة 619 مليون دولار أمريكي)، بحسب ما كشف عنه محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي في يناير الماضي وهو أقل بكثير مما كان عليه قبل 2011. وقال العباسي إن ليبيا كانت تعد أهم شريك تجاري لتونس بعد الاتحاد الأوروبي كما كانت تضم نحو 150 ألف تونسي حيث تبلغ تحويلاتهم قرابة 60 مليون دينار تونسي (8ر21 مليون دولار أمريكي) شهريا لعائلاتهم.