ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن مصر بدأت فى بناء جدار فولاذى ضخم على حدودها مع قطاع غزة للقضاء على أنفاق التهريب، وهو ما ردت عليه مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى ل«الشروق» بأن القاهرة «لم ولن تشرع فى عمل من هذا النوع». وزعمت «هاآرتس»، نقلا عما قالت إنها «مصادر مصرية»، أن الجدار سيكون بطول تسعة إلى عشرة كيلومترات، وبعمق يتراوح بين 20 و30 مترا تحت الأرض، بحيث يصعب إحداث فتحات فيه حتى لو بالصهر، معتبرة أن هذه الخطة الجديدة تأتى فى إطار جهود مصر لوقف التهريب إلى غزة، الذى لايزال مزدهرا، على حد قولها. وأضافت الجريدة أن القوات المصرية تقوم أسبوعيا تقريبا بحملة لهدم الأنفاق أو تملأها بالغاز، وهو غالبا ما يتزامن مع وجود أناس بداخلها. وفى القاهرة، نفت مصادر أمنية ل«الشروق» أن تكون القاهرة بصدد بناء هذا الجدار أو اتخذت قرارا فى هذا الشأن، مشددة على أن مصر «تتعامل بجدية مع عمليات التهريب وقادرة على توقيفها دون اللجوء لمثل هذا الجدار». وبدوره شكك اللواء الدكتور محمد الزيات، الخبير فى شئون الأمن القومى، فيما أوردته الصحيفة الإسرائيلية قائلا: «على العكس.. القاهرة تتطلع حاليا لمرحلة ما بعد رفع الحصار عن غزة، والتفاهم مع الجانب الفلسطينى لفتح معبر رفح بشكل دائم، وتدرس إقامة منطقة تجارية حرة مع الجانب الفلسطينى»، حسب قوله. كذلك نفى اللواء سامح اليزل الخبير فى شئون الأمن القومى ل«الشروق» صحة هذا التقرير، لأن «مصر تواصل المرحلة الثانية من عمليات تركيب أجهزة المراقبة الإلكترونية الدقيقة التى حصلت عليها من الجانبين الأوروبى والأمريكى، ضمن السور الحدودى الخاص بها، لتأمين حدودها». وأوضح أنه بعد أن أقرت إسرائيل قبل أيام إنشاء سور حدودى مواز داخل مناطقها الحدودية، وليس على خط الحدود مع مصر، سيصبح هناك سور مزدوج على الجانبين، للقضاء على عمليات تهريب السلاح والأفراد عبر الأنفاق أو تسلل الأسوار. فى الوقت نفسه، نفى عدد من سكان الشريط الحدودى، تحدثت إليهم «الشروق»، وجود أى معالم للجدار الذى تتحدث عنه الأخبار الإسرائيلية، إلا أنهم رصدوا وجود آلات حفر عملاقة منذ عدة أشهر وحتى الآن. وقال بعضهم إن الحفارات تعمل فى تركيب أجهزة المجسات الخاصة باكتشاف الأنفاق، والتى تشرف عليها مجموعات عمل من خبراء أمريكيين. جدير بالذكر أن فصائل المقاومة الفلسطينية سبق وأن دمرت الجدار الحديدى والأسمنتى الذى أنشأته إسرائيل خلال احتلالها لقطاع غزة، والذى كان بطول نحو 13 كيلومترا وبعمق 8 أمتار تحت سطح الأرض وارتفاع 8 أمتار أخرى فوق سطح الأرض، وفور تدميره وقتها تدفق آلاف الفلسطينيين نحو الأراضى المصرية.