تعلن الأسماء الفائزة خلال أبريل المُقبل وصلت رواية «أطياف كاميليا» وكتاب «غرفة 304.. كيف اختبأت من أبى العزيز 35 عامًا» الصادران عن دار الشروق، إلى القائمة القصيرة من جائزة يحيى حقى للرواية المخصصة للكتّاب الشباب فى دورتها الأولى 20202021، والتى تنظمها جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة»، والمقدمة من تحالف المصريين فى أمريكا الشمالية وكندا، وتبلغ قيمة الجائزة للفائز الأول 150 ألف جنيه مصرى للفائز الأول، و 70 ألف للفائز الثانى. وتضمنت القائمة فى دورتها ثلاثة أعمال أخرى هى «لون مثالى للغرق»، للروائية ضحى صلاح، «جبل المجازات» لأحمد محمد كامل، و«كسوة جديدة للكعبة» مجيب الرحمن مدحت. ♦ «غرفة 304.. الكثير من الحب والاحترام ومن الاختباء والمناورة أيضًا» يناقش عمرو عزت فى كتابه «غرفة 304.. كيف اختبأت من أبى العزيز 35 عامًا»، عددا من الأفكار بين جيلى الآباء والأبناء، وقرار أغلبية جيل الأبناء بالاختباء والمناورات عن جيل آبائهم الذى لا يشبههم، للبحث وصنع عالمهم الخاص، حتى وإن كان هذا الاختباء فى اتجاهات السياسة أو الفن وغيرها من الأنشطة والمجالات، التى يخلقها الابن بعيدا عن السلطة الأبوية. بالرغم من الكتاب الذى يتناول سيرة الاختباء عن الأب، والمناورة معه وحوله كفكرة ومحور رئيسى، إلا أن المؤلف يناقش فى ثنايا نصه عدد من القضايا العامة المتعلقة بالدين والسياسة والثورة، ورضا الأهل عن عمل أبنائهم فى مجال ما، ومدى رضاهم بالعلاقات الاجتماعية الأخرى فى حياه الأولاد، كما يتعرض لقضايا خاصة كالصداقة والزواج، كل ذلك من خلال طرح الأسئلة تاركًا الإجابة للأشخاص كل وفق خبراته ووجهة نظره فى الحياة. فكرة الكتاب الصادر عن دار الشروق، بدأت باشتراك المؤلف فى ورشة، قدمتهاMedia in Cooperation and Transition، وهى منظمة ألمانية غير ربحية، تساعد الكتاب والفنانين من جميع أنحاء العالم، على طرح أفكارهم على جمهور أوسع، من خلال نصوص لا تتجاوز الستين صفحة، ونشرها فى كتاب إلكترونى باللغة الإنجليزية. من هنا اختار عمرو عزت أن يكتب تجربته مع والده، والتى تتشابه حسبما قال ل«الشروق»، إلى حد بعيد مع آلاف الشباب غيره، وتمثل العلاقة القائمة بين الآباء والأبناء، ليبدأ فى التسجيل عن تلك السنوات وحياته الأخرى التى لا يعرف والده عنها شيئًا، على الرغم من الصدف التى كانت تجعله يكتشف بعض ملامحها وأسرارها مع الوقت، موضحًا أن علاقته بوالده كان فيها من الحب والاحترام والصراحة، بقدر ما كان فيها من الاختباء والمناورة الكثير أيضا، لكنه قرر فى لحظة أن يحكى له كيف أختبأ عنه خلال ال 35 عاما، ويخبره بما حدث معه خلال هذه السنوات، التى كان يبدى فيها الامتثال التام، لكنه فى حقيقته اختفاء ظاهره الامتثال، وهو الأمر الذى كان مريحا ومرضيا لكليهما. «غرفة 304» نص يتوسع ويغتنى بالتفاصيل والمواقف، ويرصد صراعًا بين أب يحاول الحفاظ على ابنه، بحبسه فى الصورة العامة للشخص الناجح حسب تقاليد الأسر المتوسطة المصرية المصرية، وبين الابن الذى يبحث عن نفسه وعما يريد أن يكون بعيدًا عن سلطة الأب. الكتاب يعكس فى تمرد مرن بعض سمات الحياة المصرية، ومنها التمرد على سلطة الأب والمجتمع، والبحث عن الذات، فى إطار المتاح من الأفكار والتيارات السياسية والفكرية، وذلك ابتداء من تصورات الأسرة المصرية عن الحياة الطيبة، وتصورات التيارات الدينية، ومنها «السلفيون» و«الإخوان المسلمون»، عن أنهم يملكون ما يمكن أن يُصلح المجتمع، وكذلك أفكار اليسار بتنويعاتها المختلفة. ♦ «أطياف كاميليا».. عن الحب حينما يتحول لذنب من حكاية تدور رحاها فى أرض الواقع، شيدت نورا ناجى عوالم روايتها الخيالية «أطياف كاميليا»، لتخلق من حكاية تقليدية، اعتدنا سماعها وقرأتها فى الصحف يوميًا، عالم متكامل عن الإنسان والحب والأحلام والقيود والقهر والاختيارات الخاطئة والصور الكاذبة والوعود الزائفة التى نحيا بها أملًا فى النجاة فنتعرض للموت، عن الحب حينما يتحول لذنب. نورا ناجى تقول ل«الشروق» إن بداية فكرة الرواية جاءت مع تكرار قراءتها لأخبار تفيد باختفاء سيدة عن منزلها، وهى الأخبار التى كانت تصيبها بالدهشة دائمًا، لتظل تتساءل فى كل مرة أين اختفت هذه السيدة؟ وما هى الأسباب والدوافع التى دعتها للهرب من منزلها، وترك أمنها واستقرارها والابتعاد عن أولادها وأفراد أسرتها لتختفى فجأة. ثم كيف ينظر الناس إلى هذا الهروب أو الاختفاء؟ لتقرر حينها أن تسكُب جميع هذه الأسئلة التى تشغل بالها على الورق وتترك للخيال مسئولية الإجابة، وهو ما فعلته فى الرواية، التى تدور أحداثها حول اختفاء العمة كاميليا من منزلها، وكيف يرى أفراد أسرتها ذلك الاختفاء، وكيف ترى هى نفسها اختفاءها. استخدمت نورا ناجى فى «أطياف كاميليا»، الوصف السينمائى للأماكن مستعينة على ذلك بخبرتها الشخصية التى اكتسبتها أثناء دراسة الفنون الجميلة فى القاهرة، مستعيدة إحساسها بالشوارع والهواء لإعادة رسمهما فى الرواية. التيمة الرئيسية للرواية تكمن فى أن لكل حكاية جوانب مختلفة، يراها كل شخص من زاويته بصورة مغايرة، وهو الأمر الذى يتضح مع استخدم المؤلفة لتقنية «الأصوات المتعددة» و«المذكرات الشخصية»، التى مكنت الكاتبة من طرح الجوانب المختلفة لشخصياتها الروائية راسمة أمام القارئ لوحة كاملة الملامح لكل بطل من أبطاله، الأمر الذى يجعل القارئ لا يملك سوا التعاطف مع كل شخصية برغم الشر بداخلها، متقبل دوافعه وما يحمله داخل نفسه البشرية من خير وشر. «أطياف كاميليا» رواية تتحرى العلاقات الإنسانية المتشابكة، دون أن تقع فى فخاخ الإدانة أو صك البراءة لأبطالها، تستعيد فترة سنوات التسعينيات وبداية الألفية بإيقاعها الخاص، وتسعى لاستجلاء صورة أرواحنا الحقيقية، لا تلك التى تطلّ علينا عبر انعكاسات المرآة.