أثر وباء فيروس كورونا على مجالات مختلفة في حياة الفرد حول العالم، ومنها النقص العالمي في جامعي الفاكهة خاصة مع وجود قيود على السفر والإغلاق الذي اعتمدته كثير من الدول، ما يؤدي لبقاء ثمار الفاكهة حتى اكتمال نضجها وقد يصل الأمر لتعفنها، ولكن هل يمكن للروبوت الآلي حل هذه الأزمة؟ يلجأ بعض المزارعين إلى الروبوت ذو الذكاء الاصطناعي لجمع المحاصيل، وقد بدأ التفكير في هذا الأمر منذ عام 2019، ، كان المزارعون يجدون صعوبة متزايدة في تجنيد الناس للعمل، وحذر اتحاد مكتب المزارع الأمريكي من استمرار نقص العمالة. وفي العام الماضي، مع فرض قيود على السفر في جميع أنحاء العالم، ناشدت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا أولئك الذين فقدوا وظائفهم في الوباء للمساعدة في الحصاد، حتى أن إسبانيا وإيطاليا عرضتا السماح للمهاجرين غير الشرعيين بالحق في العمل لحل الأزمة، ودعت فرنسا لنفس الأمر، وبعد إغلاق حدودها في 25 مارس، أعلنت ألمانيا أنها ستخفف القيود للسماح بدخول حوالي 80 ألف عامل موسمي في أبريل ومايو، من عام 2020، كما أطلقت موقعًا إلكترونيًا للبحث عن 20 ألف مواطن محلي، يستهدف العاطلين عن العمل والمسرحين مؤقتًا والطلاب وطالبي اللجوء، لتواجه الموقف، بحسب وكالة رويترز الإخبارية. وقامت شركة إسرائيلية، Tevel Aerobotics Technologies ، باختراع روبوت طيران مستقل " FAR"، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الفاكهة واختيارها، ويمكن للروبوت أن يعمل 24 ساعة في اليوم ويقطف الفاكهة الناضجة فقط، بحسب موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي". وقالت الشركة في بيانها: "كان الابتكار استجابة مباشرة لنقص العمالة، وعدم وجود أيدي كافية متاحة لقطف الفاكهة في الوقت المناسب وبالتكلفة المناسبة، حيث كانت الفاكهة تُترك لتتعفن في البستان أو تُباع بجزء ضئيل من قيمتها، بينما يخسر المزارعون مليارات الدولارات". وأشار البيان إلى أنهم لا يسعون لاستبدال العاملين من البشر بالروبوت ولكنهم سيكونون معاونين لهم، حيث تدعي الشركة أنه سيكون هناك نقص في خمسة ملايين جامع بحلول عام 2050 . يستخدم الروبوت FAR خوارزميات إدراك الذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع أشجار الفاكهة وخوارزميات الرؤية للعثور على الفاكهة بين أوراق الشجر وتصنيف حجمها ونضجها، ويقوم الروبوت بعد ذلك بتحديد أفضل طريقة للاقتراب من الفاكهة والحفاظ على ثباتها، ويمكن أن يعمل أكثر من واحد على حصاد البساتين دون أن تعترض طريق بعضها البعض بسبب دماغ رقمي مستقل. يتم إنتاج أكثر من 800 مليون طن من الفاكهة على مستوى العالم كل عام، وهو ما يمثل سوقًا سنويًا تبلغ قيمته أكثر من نصف تريليون دولار أمريكي. وحددت الأممالمتحدة عام 2021 باعتباره السنة الدولية للفواكه والخضروات، مع التركيز على الابتكار والتقنيات المحسنة لزيادة كفاءة وإنتاجية زراعة الفاكهة والخضروات وتقليل الفاقد والمهدر.