«يقتضى الأمر التنسيق بين الجمهور ومؤسسات البحث العلمى والجامعات الإقليمية والجهات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية البيئية ومؤسسات الحكم المحلى التنفيذية والشعبية والإعلامين وأصحاب المصلحة الحقيقية من سكان المناطق المتضررة». اقتراح جاء فى ورقة بحثية مهمة بعنوان «بناء قدرات المجتمعات المهددة فى مصر نتيجة لظاهرة تغير المناخ»، للباحث د.عماد الدين عدلى، المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد). يحظى مجال الزراعة باهتمام خاص من الباحث، لأنه الأكثر عرضة لمخاطر التغير المناخى. ويطالب الباحث بإعادة «بناء القدرات»، لاسيما فى التدريب على زراعة محاصيل تتحمل درجة حرارة عالية، أو نسبة ملوحة عالية نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، وقد يكون الحل تكنولوجيا من خلال بناء سد حول السواحل لحماية الأراضى المنخفضة من طغيان مياه البحر عليها. فى مجال صيد الأسماك يدعو عماد الدين عدلى لتهيئة الصيادين للتغيرات التى ستطرأ، وتدريبهم على وسائل الصيد الحديثة واستخداماتها، وإعداد خرائط جديدة لمناطق تركز الأسماك فى الأعماق وتوجههم إليها، بدلا من مناطق الصيد الأساسية، كذلك بناء قدراتهم فى مجال التعامل مع العواصف والرياح الشديدة من خلال استخدام وسائل الإنذار المبكر والاستماع إلى توجهاتها. وقد يكون الحل فى إنشاء مزارع سمكية أكثر ربحية من الصيد القليل بجوار السواحل. وإلى جانب ما سبق يستعرض د.عماد الدين عدلى، عددا من العوامل التى يرى أنها تقلل من مخاطر التغيرات المناخية، أولها أن يعرف السكان حجم الكوارث الحالية والمتوقعة للتغيرات المناخية أى أن المعرفة هى شرط أساسى لبناء القدرات للمتضررين من الأخطار المحتملة للتغيرات المناخية. بعد معرفة المخاطر وآثارها حاليا ومستقبلا وتحديد حجم المشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية يتم استخدام أسلوب الحوار بين جميع الأطراف لكى يحددوا حجم المخاطر وكيفية التعامل مع هذه المخاطر ومواجهتها، واحتمالات آثارها. ويقترح عماد الدين عدلى توفير ميزانيات من الهيئات الأجنبية من الدول الصناعية المتسببة فى هذه الظاهرة ومن صندوق التكيف المخصص والمعين له ميزانيات لمساعدة الدول المتضررة، كما ينبغى الاعتماد بشكل أساسى على جهود منظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى توفير المساهمة فى توفير مواد مالية لهذه الأغراض. ينبغى، أخيرا، تضافر الجهود ووضع خطط لمواجهة الكوارث بحيث تشمل الخطة ما قبل مواجهة الكارثة، وأثنائها، وبعدها، فى تحديد واضح للأدوار والمسئوليات، وتوفير الميزانيات للقيام بكل ما هو مخطط له بل وتنفيذ خطط تجريبية مماثلة لما سوف يحدث، فى ظل عدة سيناريوهات مختلفة والتدريب عليها والاستفادة من نتائج التغذية الراجعة فى تحسين المهام الواقعية فى مواجهة الكوارث وجودة أدائها.