يتوقع العلماء أن تزيد ظاهرة التغيرات المناخية نصيب الإنسانية من الأمراض والأوبئة، من خلال الآثار المباشرة وغير المباشرة، كما تشير د.مديحة خطاب، رئيس لجنة الصحة والسكان بالحزب الوطنى، فى دراستها بعنوان «أثر التغيرات المناخية على الأوضاع الصحية فى مصر». تشمل الآثار المباشرة لتغير المناخ السكتات الدماغية بسبب الحرارة والظواهر ذات الصلة، وسرطان الجلد، وعتامة عدسة العين والإصابات والوفيات. ومن الآثار غير المباشرة التى ينظر إليها على أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالنمو السكانى والنقص فى توافر المياه وانخفاض مساحة الأراضى الزراعية مما يؤدى إلى نقص فى المواد الغذائية الأساسية وظهور أمراض سوء التغذية والأمراض البكتيرية والفيروسية، والأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسى، وأمراض السرطان. وتغير المناخ دائما ما يكون مرتبطا مع زيادة معدلات الإصابة بأمراض الإسهال، والأمراض المنقولة بالنواقل، والإصابات والوفيات المرتبطة بالكوارث المتعلقة بأحداث تغير المناخ. عودة الملاريا والكوليرا ومن بين أمراض كثيرة تتوسع د.خطاب فى الحديث عن احتمالات انتشارها ومخاطرها فى ظل التغيرات المناخية، تأتى الملاريا، كأحد الأمراض حيوانية المنشأ. وبالرغم من أن مصر حاليا فى طريقها لأن تصبح خالية من الملاريا، إلا أنه مع تغير المناخ من المرجح أن تزداد فرصة الإصابة بأنواع العدوى المنقولة كما هو الحال مع الملاريا، وذلك بسبب أن الظروف الدافئة من شأنها توسيع نطاق نمو وموسم البعوض وتشجيع السكان على قضاء مزيد من الوقت فى الهواء الطلق مما يزيد من التعرض للدغ البعوض، كما أن ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أيضا تسريع عملية تطوير المرض فى البعوض، وزيادة كفاءة انتقاله. وبالنسبة للأمراض المنقولة عن طريق المياه تشير د.خطاب إلى بعض الآثار المتوقعة لتغير المناخ والتى تتعلق بزيادة فى معدلات الأمراض التى تنقلها المياه فى مصر، ومن هذه الآثار الفيضانات التى تسبب تلوث إمدادات المياه العامة، وموجات الجفاف التى تشجع الممارسات غير الصحية بسبب نقص المياه، وملوحة المياه الجوفية فى المناطق الساحلية ومصبات الأنهار، مما أدى إلى تفاقم طبقات المياه الجوفية والإفراط فى سحب المياه وخفض مصادر التغذية. ومن بين الأمراض التى يمكن أن تنتقل بشكل أكثر عن طريق المياه والأغذية بسبب التغيرات المناخية، تأتى «الكوليرا» و»الإسهال». تغير العادات الغذائية والصحية ومن المرجح كذلك، كما تشير د.خطاب، إلى أن تحفز التغيرات المناخية على ظهور وانتشار بعض الأمراض غير المعدية، مثل الإصابة بضربة الشمس، أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسى والسرطان. وفيما يتعلق الأمراض القلبية الوعائية تحديدا، فإن تغير المناخ سيتسبب بشكل مباشر فى تكوين شكل موجات الحرارة الشديدة مما قد يزيد من الوفيات والأمراض بين الأطفال الرضع والمسنين وذوى الأمراض القلبية الوعائية. وقد تؤدى التغيرات المناخية إلى تفاقم الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية بشكل غير مباشر من خلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة فى هجرة السكان، وعدم وجود أجهزة التكييف أو التدفئة، وارتفاع معدلات الفقر، بالإضافة إلى ما سبق هناك دور غير مباشر لتغير المناخ وهو التغير فى العادات الغذائية المرتبطة بالتغييرات فى نوعية وكميات المحاصيل الزراعية المتاحة. المواجهة: تحسين الخدمات للفقراء تشير رئيس لجنة الصحة والسكان بالحزب الوطنى إلى أهمية تبنى عدد من السياسات للحد من التأثيرات الضارة للمناخ على الصحة، من بينها: تحسين فرص الحصول على المياه المأمونة ومرافق الصرف الصحى المناسبة، والحد من الفقر، وخفض التفاوت فى الدخل والموارد بين الفئات الضعيفة، وتحسين البنية التحتية والقدرات المؤسسية والكفاءة، وتصميم وتنفيذ مجموعة متنوعة من إستراتيجيات التكيف لتخفيف العبء الحالى من الأمراض الأكثر حساسية لتغير المناخ، كالبلهارسيا، الملاريا، حمى الوادى المتصدع، السل.