وصفت الدكتورة مديحة خطاب العميد السابق لكلية طب القصر العينى ورئيس لجنة الصحة والسكان بالحزب الوطنى الجهود الحكومية المبذولة لمكافحة الانفجار السكانى الذى يعانيه المجتمع المصرى بأنها ليست على مستوى خطورة المشكلة، لافتة إلى أنه على الرغم من جهود السيطرة على النمو السكانى فى السنوات الأربعين الماضية يبقى منحنى النمو على شكل الهضبة، وهذا بدوره، يشكل إسقاطات خطيرة فى المستقبل على المياه والأراضى والاحتياجات الغذائية للمصريين. وقالت مديحة خطاب ل"مصر الجديدة": إنه مع ثبات حصة مصر من مياه النيل، كانت حصة المواطن المصرى تبلغ 1000 متر مكعب فى مطلع التسعينات، متوقعا أن تصل إلى 554 متر مكعب فى عام 2020، و 468 متر مكعب فى عام 2030، علاوة على ذلك بلغت حصة الفرد من الأراضى الزراعية 9 أفراد لكل فدان، وهو ما يتطلب إضافة 5 ملايين فدان على مدى السنوات الخمسة وعشرين المقبلة فقط للحفاظ على حصة الأرض الزراعية كما هى الآن. وأضافت أن هذه القراءات تعكس تحديا استراتيجياً رئيسيا يواجه مصر فى السنوات المقبلة، والحاجة إلى زيادة الرقعة الزراعية لتلبية الطلب على المواد الغذائية، وهو ما يتطلب استثمارات واسعة النطاق وكمية المياه، التى لن تكون متاحة بالفعل، لذلك من المتوقع حدوث نقصاً ملحوظاً فى المواد الغذائية والمياه والأراضى الزراعية، مصحوبة بزيادة الكثافة السكانية مع ما هو معروف من الأخطار الصحية والتنموية، التى من شأنها أن تكرس من الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ. وأشارت رئيس لجنة الصحة والسكان بالحزب الحاكم وشقيقة وزيرة الأسرة والسكان إلى أنه فى حال إذا ما حققت مصر النجاح المأمول فى إدارة ملف الزيادة السكانية، واتجهت اتجاها إيجابيا فى تطوير إمدادات المياه، هذا لن يكون كافيا لضمان حصول الجميع على المياه الصالحة للشرب بحلول عام 2025، علاوة على ذلك سوف تزداد خطورة انعكاسات التغيرات المناخية على الجانب الصحى خاصة على الفئات الضعيفة مثل المسنين والأطفال ونزلاء المصحات و الفقراء. وكشفت خطاب أن الأدلة العلمية الحالية تذهب إلى أن تغير المناخ سوف يسهم فى زيادة العبء العالمى للأمراض من خلال الآثار المباشرة وغير المباشرة له، حيث تتمثل الآثار المباشرة لتغير المناخ صحيا فى زيادة معدلات السكتات الدماغية بسبب الحرارة والظواهر ذات الصلة، وسرطان الجلد، وعتامة عدسة العين والإصابات والوفيات، موضحة أنه من الآثار غير المباشرة، التى ينظر إليها على أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالنمو السكانى نقص فى توفر المياه وانخفاض مساحة الأراضى الزراعية مما يؤدى إلى نقص فى المواد الغذائية الأساسية وظهور أمراض سوء التغذية والأمراض البكتيرية والفيروسية، والأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض السرطان. وألمحت إلى أن تغير المناخ دائما ما يكون مرتبطاً مع زيادة معدلات الإصابة بأمراض الإسهال، والأمراض المنقولة بالنواقل مثل أنفلونزا الخنازير والطيور، وأمراض سوء التغذية، والإصابات والوفيات المرتبطة بالكوارث المتعلقة بأحداث تغير المناخ مثل العواصف المدمرة والسيول الجارفة والأعاصير، مؤكدة أن استمرار الأوضاع البيئية على ما هى عليه الآن من إهمال سوف يترتب عليه انتشار قائمة من الأمراض، منها المعدية، مرض البلهارسيا، والأمراض الحيوانية المنشأ مثل الملاريا، وحمى الوادى المتصدع، والأمراض البكتيرية والفيروسية، والأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية و أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض السرطان، وسوء التغذية. وخلصت د. مديحة خطاب إلى أن تغيرات المناخ من المؤكد سوف يترتب عليها زيادة ملحوظة فى معدلات الإصابة بالأمراض المستجدة، مثل الدرن الرئوى أو السل، الذى ينتشر بسرعة بين أولئك الذين يعانون من أمراض سوء التغذية، وانفلوانزا الطيور والخنازير، هذا المرض المعدى الذى تسببه الطيور، ويسببه فيروس بطبيعته يهاجم الطيور فقط وقليلاً ما يهاجم الخنازير، والأمراض المنقولة عن طريق المياه والأغذية مثل الكوليرا والإسهال، وأمراض التهابات الجهاز التنفسى الحادة، وأخيرا، الأمراض غير المعدية مثل الإصابة بضربة الشمس، وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسى و السرطان.