لقاح كورونا يجبر وزيرة خارجية بيرو على تقديم استقالتها

أجبرت فضيحة تتعلق بتلقي مسؤولين حكوميين في بيرو لقاحات مضادة لكورونا قبل وقت طويل من إتاحتها للعامة، وزيرة الخارجية إليزابيث أستيت، على استقالتها.
وأفادت الوزيرة أستيت، عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أمس الأحد، بأن الرئيس فرانشيسكو ساجاستي، قَبِل استقالتها، وفقا لموقع "سكاي نيوز عربية" الإخباري.
وقالت في البيان، إنها تلقت اللقاح المضاد لكورونا في 22 يناير الماضي، في إطار ما وصفته ب"الخطأ الكبير".
من جانبه، أعرب الرئيس ساجاستي، في تصريحات أدلى بها لقناة "تلفزيون أمريكا"، عن "غضبه" حيال الوضع، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتعد أستيت ثاني عضو في حكومة ساجاستي يستقيل بعد وزيرة الصحة بيلار مازيتي، التي استقالت بعدما كشفت صحيفة أن الرئيس السابق مارتن فيزكارا تلقى جرعة من اللقاح المضاد لكورونا في أكتوبر.
وتلقى فيزكار (57 عاما)، اللقاح قبل أسابيع فقط من محاكمته وعزله من منصبه بعد توجيه تهمة "انعدام الكفاءة الأخلاقية" إليه.
وقال الرئيس السابق، الذي يسعى حاليا للفوز بمقعد في الكونجرس، إنه وزوجته تطوعا للمشاركة في التجارب على اللقاح التي أجريت في البيرو، مشيرا إلى أنه تكتم على الأمر نظرا إلى أنه "يتعين على المتطوعين المحافظة على السرية".
لكن جامعة "كاييتانو هيريديا" -التي تقود التجارب السريرية على لقاح سينوفارم- نفت أمس الأحد بأن فيزكارا كان متطوعا.
وذكرت أنها أبلغت السلطات الصحية في بيرو أن "السيد مارتن فيزكارا وزوجته السيدة ماريبل دياز كابيلو ليسا جزءا من مجموعة تضم 12 ألف شخص تطوعوا للمشاركة في الأبحاث".
وأعرب فيزكارا بدوره عن "تفاجؤه الكبير" ببيان الجامعة، مشددا على أنه تلقى اللقاح كمتطوع في الاختبارات.
وأشار إلى عدم وجود أي "خطأ إداري أو جريمة"، محذرا من أن "أعداء البلاد" يستغلون ما قام به "بنية تشويه السمعة".
ودفع الجدل المرافق لهذه القضية بمازيتي إلى الاستقالة الأسبوع الماضي، على الرغم من نفي علمها بتلقيح فيزكارا الذي عينها في منصبها.
وتضررت الدولة الجنوب أمريكية بدرجة كبيرة من الوباء، إذ تعرض نظامها الصحي لضغط شديد، بينما لم تطلق السلطات برنامج التطعيم للعاملين في قطاع الصحة حتى 8 فبراير.
ودفع الغضب الشعبي حيال تلقي مسؤولين اللقاحات قبل أن يُحدد موعد إطلاق حملة تطعيم أوسع، مسؤولين حكوميين اثنين على الأقل إلى الاستقالة.
وباشرت البيرو مطلع فبراير حملة التلقيح التي بدأت بالعاملين الصحيين، بعد تسلمها 300 ألف جرعة لقاح شركة سينوفارم الصينية.
ولم يتم تحديد موعد لإطلاق اللقاحات للسكان، لكن الحكومة أشارت إلى نيتها تطعيم 10 ملايين شخص بحلول يوليو.
وسجلت البيرو أكثر من 1.2 مليون إصابة بفيروس كورونا و43400 وفاة في أوساط سكانها البالغ عددهم 33 مليون نسمة.