تحيي مدينة دريسدن الألمانية اليوم السبت ذكرى تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدا يوم 13 فبراير 1945. وبسبب جائحة كورونا، ستتخلى المدينة عن مراسمها التقليدية في إحياء الذكرى وستقلصها إلى الحد الأدنى، حيث من المقرر تنظيم فعاليات رقمية بدلا من الحضور الشخصي. وسيُجرى، على سبيل المثال، محاكاة السلسلة البشرية المعتاد تنظيمها في هذه الفعاليات بشكل رمزي من خلال عرض صور المواطنين على واجهات مباني بارزة. وبحسب معلومات مجلس المدينة، تم تحميل 1200 صورة لهذا الغرض حتى أمس الجمعة. وتم أيضا تسجيل 16 مسيرة يتراوح عدد المشاركين فيها بين 5 أشخاص وألف شخص، بينهم نازيون جدد، وحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، فضلا عن مسيرات مضادة ووقفات احتجاجية. وتستعد الشرطة ل "مهمة خاصة في ضوء الجائحة". وأعلنت السلطات مراقبة قواعد الحماية من كورونا. وذكر عمدة المدينة، ديرك هيلبرت، أن دريسدن سينطلق منها هذه المرة "إشارة ضد الحرب والكراهية وازدراء الإنسان، بصرف النظر عن مكان وزمان حدوث ذلك في العالم". وبمشاركة رئيس برلمان ولاية سكسونيا ماتياس روسلر، ورئيس حكومة الولاية ميشائيل كريتشمر، يضع هيلبرت هذا المساء باقة من الورود البيضاء على النصب التذكاري في منطقة "ألتماركت"، إحدى المعالم البارزة في المدينة. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يشاهدون الحدث عبر البث المباشر، زاد سطوع شريط أحد التركيبات الضوئية في المنطقة. ومن المقرر بث حفلات موسيقية لأوركسترا ولاية سكسونيا وأوركسترا دريسدن وأصوات أجراس وسط المدينة عبر التلفزيون والراديو، كما سيُجرى بث صلاة سلام رقمية في كنيسة "فراونكيرشه" عبر الإنترنت. وأمام الكنيسة، التي أعيد بناؤها من الأنقاض، يمكن للناس وضع الشموع. وتعرضت دريسدن لأضرار جسيمة بفعل القنابل البريطانية والأمريكية في 13 فبراير 1945، وفي الأيام التي تلت ذلك، ما أسفر عن مقتل نحو 25 ألف شخص. ويحاول النازيون الجدد على نحو متكرر إساءة استغلال يوم الذكرى.