توفى اليوم الخميس، فنان البادية علي حميدة بمدينة مرسى مطروح، عن عمر ناهز 72 عاما، إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة توقف الرئة عن العمل تمامًا، وكان الراحل طلب من الأسرة نقله إلى مطروح بعد أسبوعين قضاهما في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة. علي حميدة هو اسم حقق نجاح كبير في نهاية حقبة الثمانينات، عندما صدر ألبوم يحمل عنوان "لولاكي"، يحتوي على 8 أغنيات كانت "لولا إنت - لولاكي"، هي الحصان الأكثر ربحاً فيه، وأحدثت ضجة واسعة بين موجة من الإعجاب والانتقاد اللاذع، حيث وصفه أحد الإعلاميين بأنه "راعي غنم" بسبب أصله، فهو ابن مدينة مرسى مطروح، ومنتمي لبيئة بدوية، وجاء للقاهرة للدراسة في معهد الموسيقى العربية، وحصل على درجتي الماجستير ثم الدكتوراة في الأغنية الشعبية البدوية، وعمل مدرساً في مصر والكويت. - علي حميدة وانقلاب لولاكي يعد حميدة أحد أبرز مطربي الثمانينيات والتسعينيات ممن أطلق عليهم مطربي الأغنية الشبابية، وأحدثت أغنيته الشهيرة "لولاكي" عام 1988 ثورة كبيرة في عالم الأغنية العربية لموسيقى الجيل، حيث بيعت أكثر من 6 ملايين نسخة في جميع أنحاء العالم، وأصدر بعد ذلك عدة ألبومات إضافية، منها "كوني لي" و"ناديلي" و"احكيلي" و"نن العين". لا يمكن التأريخ لهذه المرحلة الموسيقية، والتي برز فيها الفنان حميد الشاعري دون ذكر علي حميدة كأحد رموزها، وهو ما ذكره الكاتب مصطفى حمدي، في كتابه "شريط كوكتيل: حكايات موسيقى الجيل"، وفي الجزء الخاص بحميدة كتب تحت عنوان "لولاكي أغنية واحدة تكفي". ويتناول الكاتب الظاهرة الاستثنائية لثمانينيات القرن الماضي في الأغنية المصرية، والتي جاءت تحت عنوان "لولاكي"، وفي ذلك يقول حمدي: "صباح 14 مايو 1988 صدرت النسخة الأولى من ألبوم لولاكي، وهو الأول للمطرب البدوي الشاب علي حميدة القادم من مطروح غرب". ويقول في وصف حميدة: "ملامح سمراء وشعر أشعث طويل، حالة تشبه إلى حد كبير تمرد محمد منير على شكل المطربين في الحقبة السابقة، لكنها مختلفة مضموناً، وفي تمام التاسعة من مساء اليوم ذاته، طلب موزعو الأغاني نسخة ثانية من المنتج الراحل هاشم يوسف صاحب شركة الشرق للإنتاج بسبب الأثر المدوي الذي حققته الأغنية". - سنوات من التعب والإحباط جاء علي حميدة إلى القاهرة عام 1973، ولكن كان أول ألبوم له عام 1988، سنوات طويلة حاول الاجتهاد والتعلم فيها، وبصبر بحث عن فرصة تستوعب موهبته واختلافه، ويضيف حمدي في كتابه: "كان حميدة طرق أبواب الشركات بحثاً عن منتج يسمع صوته، ولكن الإحباط تملك الشاب البدوي عندما ذهب ليقابل المنتج نصيف قزمان صاحب شركة صوت الدلتا، التي كانت تنتج لعمرو دياب وقتها، ويقول إنه لن ينسى طوال حياته كيف عامله فراج عامل البوفيه بطريقة غير لائقة عندما طلب منه كوب شاي، فاستجمع ما بقى من كرامته وغادر الشركة فوراً ولم يجد أمامه سوى الملحن سامي الحفناوي الذي كان معجباً بصوته فقدمه للمنتج هاشم يوسف، وتحمس لتقديم أصوات جديدة إلا أنه لم يكن يتخذ أية قرارات دون الرجوع لمستشارع الفني حميد الشاعري". وتولى الشاعري إدارة مشروع علي حميدة الغنائي، وكان للشاعري سابقة في الغناء باللهجة الليبية في ألبومي "عيونها " و"رحيل"، ويقول حمدي في كتابه: "قدم الشاعري معادلة مدهشة بصوت علي حميدة، كلمات هشة في المجمل لا تحتوي موضوعات أو أفكاراً ضخمة وألحان مولودة من رحم الفلكلور البدوي وتوزيعات موسيقية مواكبة للطفرة، معتمداً على التنقيم الصوتي والذي تصدر أغنية لولاكي في ترديد الكورال لكلمة لولا لولا لولا ولا لا لا، وهي تيمة واضحة في أغلب توزيعات حميد خلال تلك المرحلة".