تسود حالة من الجدل في الولاياتالمتحدة علي خلفية استمرار انتشار قوات الحرس الوطني في مقر الكونجرس (مبنى الكابيتول) وسط دعوات من جانب الجمهوريين للكشف عن مبررات بقاء القوات، ورفض عمدة واشنطن لمطلب أمن الكابيتول بقاء تلك القوات بشكل دائم. وأشار مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى تهديدات غير محددة فى تبرير موافقتهم على إبقاء حوالى 5 الاف من قوات الحرس الوطني فى مبنى الكابيتول حتى منتصف مارس المقبل على الاقل، وفقا لموقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي. وفي حين اتفق السياسيون الامريكيون علي الحاجة إلى الانتشار الحالي، لكنهم أعربوا عن مخاوفهم من أن يصبح وجود قوات الأمن في مبنى الكابيتول دائما، مما قد يؤدي إلى عزل سكان الحي. ووفقا لموقع "ذا هيل"، بدأ الجمهوريون في الكونجرس يتساءلون عما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية لتبرير إبقاء الحرس في مبنى الكابيتول، متهمين الديمقراطيين باستخدام الحرس للعرض. من جهته، دعا السيناتور الجمهوري توم كوتون، السلطات الفيدرالية إلى سحب قوات الحرس الوطني من العاصمة واشنطن. واعتبر كوتون في مقال رأي نشر على موقع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، أنه "على الرغم من الطقس البارد والظروف غير المريحة، قام هؤلاء الجنود بواجبهم، في أرقى تقاليد الحرس.. وجودهم كان مقرونا باتهامات فيدرالية قاسية ضد مثيري الشغب في الكابيتول ولردع أي عنف إضافي قد يحدث.. إلا أن حفل التنصيب تم دون وقوع حوادث". وتابع أنه "مع اكتمال التنصيب وانحسار التهديدات، حان الوقت الآن لسحب هذه العناصر من العاصمة وإعادتهم إلى قواعدهم". وكان القائم بأعمال وزير الجيش جون وايتلي، أعلن أن حوالي 7 ألاف عنصر من الحرس الوطني سيبقون بالعاصمة في الأيام القليلة المقبلة لتقديم الدعم لأجهزة إنفاذ القانون المحلية والفيدرالية، لينخفض عددهم إلى ما يقرب من 5 ألاف بحلول بداية فبراير، وسيبقى هؤلاء بعد ذلك حتى انتهاء محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ، التى من المقرر أن تبدأ في 8 فبراير المقبل. وزار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قوات الحرس المتواجدة في مبنى الكابيتول، أمس الجمعة، لشكرهم على وجودهم هناك. بدورها، اوصت القائمة بأعمال قائد شرطة الكونجرس يوجاناندا بيتمان، بأن تصبح الاجراءات الأمنية، بما فيها السياج وقوات الأمن الاحتياطية المتمركزة بالقرب من الكابيتول، دائمة. وأثار الاقتراح ردود فعل سريعة من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك من عمدة واشنطن مورييل باوزر، التي رفضت توصية يوجاناندا بوضع سياج دائم حول مقر الكونجرس إلى جانب تدابير أمنية أخرى. وبعث 11 مشرع جمهوري، بقيادة النائب مايكل والتز، رسالة إلى وزارة الدفاع الامريكية، طلبا لإحاطة حول المعلومات الاستخبارية عن التهديدات التي وجهت إلى الكابيتول. وقال الجمهوريون في الرسالة: "كما تعلمون أكثر من أي شخص آخر، يتم نشر رجال ونساء الحرس الوطني في غضون مهلة قصيرة ويتم سحبهم من أسرهم ووظائفهم". وأضافوا : "يجب استخدام الحرس الوطني كخيار أخير". وفى تبريره لمواصلة انتشار القوات، صرح الجنرال جون ويتلي القائم بأعمال وزير الدفاع الامريكي للصحفيين بأن هناك " عدة أحداث قادمة " يشعر مكتب التحقيقات الفيدرالى " إف.بي.آي" بالقلق ازاءها. وأضاف ويتلي: "من المؤكد ان سياسة وزارة الدفاع تقضي باللجوء إلى القوات العسكرية كملاذ أخير". وأوضح: "لقد واجهنا أزمة غير مسبوقة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، واستجاب جيشنا الأمريكي، ولا سيما الحرس الوطني، بطريقة مثالية. وسنفعل ذلك دائما، إذا كانت هناك حاجة، من أجل أمن أمتنا".