أثارت صور منتشرة على صفحة أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، الدكتور محمود درويش، غضب العديد من رواد السوشيال ميديا ومحبي الآثار الإسلامية؛ حيث يظهر تشوها كبيرا أثناء عملية ترميم داخل مسجد زغلول بمدينة رشيد. قال أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، الدكتور محمود درويش، إن التغيير في الأثر "جريمة مكتملة الأركان"، مشيرا إلى أن وزارة السياحة والآثار وقعت في أخطاء فادحة أثناء ترميم مسجد زغلول الذي يعد أهم المساجد الأثرية في منطقة رشيد على الإطلاق، أبرزها تغيير معالم المئذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأخرى جديدة لا تناسب الأثر، ولم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا "دكة المبلغ".
وأضاف درويش، في تصريحات ل"الشروق"، أن ذلك لم يكن الخطأ الوحيد الذي وقعت فيه الوزارة ولكن تم ارتكاب خطأ آخر فى المسجد، وهو "تجديد المحراب بصورة تخالف الأصول الأثرية تمامًا"، إلى أن وصل إلى الإفساد الكامل له بألوان زاهية لا تتناسب مع طبيعة الأثر، رغم وجود صورة كان يجب على المرممين مراعاة الترميم بناءً عليها.
وأوضح أن الجريمة الأكبر تتمثل فى رفع جميع الأعمدة الأثرية للمسجد ونقلها إلى المخازن ووضعوا مكانها أخرى حديثة لا علاقة لها بالأثر، لافتا إلى أن معالجة وإصلاح الأثر ورجوعه إلى أصله هو أمر سهل، يتم عن طريق إزالة ما تم وتنفيذ الزخارف كما في الصور القديمة.
وأشار إلى وجود لجنة خلال الأيام الجارية ستتوجه لمدينة رشيد لتصحيح ما تم ارتكابه من أخطاء وإرجاعه لمساره الصحيح طبقا للأصول الأثرية.
ومن جانبه، قال أستاذ الآثار الإسلامية، محمد حمزة، إن رشيد من أهم المدن المصرية بعد القاهرة بالنسبة للآثار الإسلامية، موضحا أن ما حدث من التغيير في المحراب ومئذنة مسجد زغلول برشيد هو جريمة في حق الآثار، مضيفا أن ذلك الحدث يدل على أنه لم يتم عمل أى دراسات استشارية.
وأضاف حمزة، ل"الشروق"، أن عمليات الترميم مثل العملية الجراحية الدقيقة تحتاج إلى صبر ومثابرة، لافتا إلى أن الترميم يجب أن يقام وفق الأسس العالمية والمواثيق الدولية، ولكن في مسجد زغلول برشيد لم يتم اتباع ذلك؛ ما أدى إلى إلغاء هوية الأثر بشكل كامل وإخفاء معالمه الأثرية.
وأوضح أن الافتتاح السريع للأماكن الأثرية وسرعة العمل وعدم الدقة تؤدي إلى ضياع المجهود سدى، مضيفا أن الخطأ الكبير هو تغيير معالم المئذنة بالكامل، وإزالة الأحجار الأثرية واستبدالها بأخرى جديدة لا تناسب الأثر؛ حيث لم يتبق من العناصر الأثرية للمسجد إلا دكة المبلغ، إلى جانب رفع الأعمدة الأثرية للمسجد ونقلها إلى المخازن ووضع مكانها أخرى حديثة لا علاقة لها بالأثر.
وتابع: "لابد من عمل صيانة دورية ووضع كل شخص في تخصصه، ومحاسبة جميع المسئولين عن سوء أعمال الترميم، إلى جانب عمل دراسات استشارية على أعلى مستوى، وتجميع الوثائق وتتبع المراحل التاريخية التي تخص كل أثر واللجوء إلى الصور القديمة ثم العمل من قبل المرمم"، مطالبا بتسجيل رشيد على قائمة التراث العالمي.
وحاولت "الشروق" التواصل أكثر من مرة مع رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار الدكتور أسامة طلعت، لكنه لم يجب.