تابعت سوقا دبي وأبو ظبي الماليتان حركة الهبوط القاسية الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي مع استمرار مخاوف المستثمرين إزاء أزمة ديون مجموعة دبي العالمية، وانضمت سوقا الكويت وقطر إلى حركة الهبوط في أول جلسة تداولات لهما بعد عطلة الأضحى. وأنهى مؤشر دبي التداول متراجعا 5.61% فيما أغلقت سوق أبو ظبي على تراجع 3.57%. وبعد أن أغلق مؤشر دبي أمس الاثنين على تراجع قدره 7.19% في أول جلسة تداول بعد عيد الأضحى وإعلان حكومة دبي طلب تجميد استحقاقات ديون دبي العالمية الأربعاء الماضي، أغلق اليوم الثلاثاء عند 481831 نقطة متراجعا 5.16%. وانخفضت قيمة سهم إعمار القيادي بالنسبة القصوى تقريبا (9.87%)، علما بان الحدود القصوى للتراجع هي 10%. كما تراجعت أسهم نشطة أخرى بحدود تقترب من الحد الأقصى فيما أنهى سهم طيران العربية التداول على ارتفاع ب13.2%. وبلغ حجم التداول في سوق دبي أضعاف القيمة التي سجلت أمس الاثنين، مع 62.403 مليون درهم (110 مليون دولار) مقابل 478.37مليون درهم (21.10 مليون دولار) عند الإغلاق الاثنين. وفي أبو ظبي بدت الصورة اليوم الثلاثاء، وبالرغم من تراجع المؤشر 3.57%، أفضل من أمس الاثنين حين تراجع المؤشر عند الإغلاق 8.31%. وبلغ مؤشر أبو ظبي عند الإغلاق 2573.08 نقطة. وسجلت اكبر الخسائر في سوق أبوظبي في قطاعي العقارات (8.09%) والطاقة (5.24%) فيما ارتفعت أسهم قطاع الاتصالات ب1.47%. وأتى التراجع في السوقين الإماراتيتين لليوم الثاني على التوالي بالرغم من تأكيد حكومة دبي أمس الاثنين انه يجب عدم الخلط بين مديونية مجموعة دبي العالمية ومديونية الحكومة، فيما أعلن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم الثلاثاء أن الخلط بين "دبي العالمية" وحكومة دبي خطأ. كما أن السوقين لم تتأثرا بشكل ملحوظ على ما يبدو بإعلان مجموعة دبي العالمية في وقت متأخر ليل الاثنين الثلاثاء عن خطتها لهيكلة بعض شركاتها، وبينها شركة نخيل العقارية، موضحة أن ديون الشركات المعنية بإعادة الهيكلة تبلع نحو 26 مليار دولار. وقال الخبير الاقتصادي من شركة الفجر للأوراق المالية همام الشماع أن "هناك صناديق تحوط أجنبية تضغط للخروج من السوق" ما يدفع بالمؤشرين الإماراتيين نزولا. وأضاف "أن من يحاول الخروج من السوق بالأمس ولم يستطع يحاول ذلك اليوم". وكانت مجموعة دبي العالمية أعلنت الأربعاء أنها طلبت تجميد استحقاقات ديونها ستة أشهر على الأقل ضمن خطة لإعادة الهيكلة، ما تسبب بصدمة في الأسواق العالمية جراء ازدياد المخاوف من عدم قدرة الشركات التابعة لحكومة دبي على سداد ديونها. أما سوق الكويت التي فتحت للمرة الأولى منذ الإعلان عن مصاعب مجموعة دبي العالمية في سداد ديونها، فقد أغلقت على تراجع بنسبة 2.8%. وخسر المؤشر الكويتي 188 نقطة ووصل إلى مستوى6745.70 70،6745 نقطة مقارنة ب7،6933 نقطة الأربعاء الماضي. وسجلت أسهم شركات الاستثمار اكبر الخسائر مع تراجع 3.8% فيما انخفضت أسهم القطاع العقاري ب3% واسهم القطاع المصرفي 2.8%. وأتى الانخفاض في سوق الكويت بالرغم من تأكيد المصرف المركزي أن مصرفين كويتيين فقط منكشفان على ديون مجموعة دبي العالمية بديون بقيمة 120 مليون دولار. وقال محافظ المصرف المركزي الكويتي الاثنين الشيخ سالم عبد العزيز الصباح أن بنك الأهلي الكويتي منكشف على سندات لشركة نخيل العقارية بقيمة 20 مليون دولار بينما بنك الخليج الكويتي منكشف على تسهيلات غير نقدية بقيمة مئة مليون دولار لمجموعة دبي العالمية تستحق في يونيو المقبل. وفي قطر، هبط مؤشر السوق المالية بشكل حاد مع بدء التداول ثم أغلق على تراجع 8.3%. ووسط تهافت على البيع، تراجع المؤشر في بداية التداولات بنسبة 9% ثم أغلق مسجلا تراجعا نسبته 8.3% عند مستوى 176598 نقطة. وقد أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الثلاثاء في كلمة بمناسبة العيد الوطني الإماراتي أن اقتصاد الإمارات "بخير". وتقدر ديون دبي العالمية، وهي تابعة لحكومة دبي وإنما تعمل على أسس تجارية، ب59 مليار دولار تشكل الجزء الأكبر من ديون حكومة إمارة دبي والشركات التابعة لها المقدرة بثمانين مليار دولار. وشركة نخيل هي مطورة جزر النخيل الاصطناعية في مياه الخليج، وتعاني من صعوبات في دفع صكوك بقيمة 5.3 مليارات دولار تستحق في 14 ديسمبر. يذكر أن السوق السعودية الأكبر في العالم العربي لن تفتح قبل السبت المقبل بينما يفترض أن تقفل بورصتا دبي وأبو ظبي اعتبارا من غد الأربعاء وحتى صباح الاثنين في عطلة العيد الوطني الإماراتي.