كشف تقرير حكومى حديث صادر عن المجالس القومية المتخصصة عن «زيادة استخدام الهرمونات فى مزارع الدواجن والماشية سواء كانت طبيعية أو مصنعة لزيادة أوزان الحيوانات والطيور، التى يؤدى ترسب متبقياتها فى اللحوم والألبان إلى التسبب فى إصابة الإنسان بالأورام السرطانية». ورصد تقرير المجالس القومية المتخصصة انتشار المواد الملوثة للغذاء والتى تصيب الإنسان بالأورام السرطانية وتشوهات الأجنة والأمراض التناسلية فى العديد من المنتجات ومصادر التلوث المحيطة بالمواطن المصرى. وقسم التقرير مخاطر الغش فى الغذاء إلى الأخطار الميكروبيولوجية والكيميائية والمتسببة بشكل مباشر فى الإصابة بالأمراض المزمنة كالتيفود وأمراض الكبد والفشل الكلوى والتسمم الغذائى. وشدد التقرير الصادر عن شعبة الخدمات الصحية والسكان بعنوان «سلامة الغذاء وجودته» على خطورة العديد من المركبات الكيميائية التى تنتشر فى البيئة المصرية مثل مركبات «الدايوكسينات» التى تحتوى على درجة عالية من السمية التى تسبب الإصابة بالأورام السرطانية، خاصة سرطان الثدى عند النساء، وتشوهات الأجنة. ولفت التقرير إلى أن «انتشار مركبات (الدايوكسين) يعود إلى الانبعاثات الناتجة عن أدخنة المحارق الخاصة بمخلفات المدن والمستشفيات ومصانع الورق والبلاستيك وصهر المعادن». وشدد التقرير على خطورة المبيدات المستخدمة فى مجالات الزراعة والصحة العامة للقضاء على الآفات الزراعية، لافتا إلى أن الخطورة تكمن فى متبقيات المبيدات على التربة والسلع الغذائية، مشيرا إلى تأثير هذه المركبات الكيماوية على الجهاز العصبى والكبد والتنفس والتشنج مما يؤدى إلى الوفاة. وأرجع التقرير زيادة تلوث الغذاء إلى عدة عوامل أهمها الاعتماد على الوجبات السريعة والجاهزة للاستهلاك واتباع الطرق الخاطئة للتخزين والتنظيف وطهى الطعام، وانخفاض مستوى النظافة والمهارة التدريبية للعاملين فى مجال التغذية وعدم اهتمام وسائل الإعلام بنشر أهمية الغذاء الجيد، إضافة إلى عدم كفاية التشريعات المختصة بضمان سلامة الغذاء، كما أن أغذية الشارع تمثل مشكلة كبيرة من التلوث وعدم مأمونية هذه الأغذية. وأوضح التقرير أن تلوث الغذاء فى مصر أصبح من العوامل المؤثرة على بالسلب على قطاع السياحة بشكل كبير فى الفترة الأخيرة. وفى هذا السياق لفت التقرير إلى امتناع الكثير من السائحين عن تناول الطعام والشراب فى بعض الأماكن طبقا للتوصيات الواردة إليهم من بلادهم، بسبب إصابة بعض الأفواج السياحية بالتسمم الغذائى أو بأمراض منقولة عن طريق الطعام. وأكد التقرير أن النظم الحالية للرقابة على الأغذية فى حاجة ماسة لإدخال عدد من التحسينات عليها لتحقيق أقصى قدر من الحماية للمستهلك، مطالبا بدمج الرقابة على المنتجات بداية من إنتاجها حتى الاستهلاك من خلال منهج شامل ومتكامل يمتد من الزراعة إلى المائدة، منتقدا النظام التقليدى فى الرقابة المتمثل فى فحص المنتج النهائى، وهو ما يعتبر مكلفا إلى حد كبير عند اكتشاف تلوث المنتج وضرورة التخلص منه.
