سحر الشرق وكنوزه، كانت أهم أسباب جذب العالم الغربى إلى الدول العربية.. أما الآن وبعد المشكلات والحروب والأزمات السياسية الاقتصادية تغيرت أسباب هذا الانجذاب وأشكاله وأصبحت خفية وربما أصبح لها أهداف سرية، خاصة أن نجوم السينما دخلوا على الخط وأصبحوا ينافسون السياسيين الغربيين فى الاهتمام بقضايا المنطقة العربية!! ومع تأكيد نجوم هوليوود على حسن نوياهم وأهمية خططهم وآرائهم فى المساهمة فى حل الأزمات الإنسانية الشرق الأوسط، تثار العديد من التساؤلات حول طبيعة وجدوى دورهم فى صنع السلام؟.. وما هى أهدافهم الحقيقية من هذه الزيارات؟.. هل هى كما يقولون للفت أنظار العالم لمشكلات المنطقة أم هى نوع من الدعاية لهم ولأعمالهم السينمائية؟!! كانت آخر هذه الزيارات للمنطقة هى زيارة النجمين إنجلينا جولى وبراد بيت إلى سوريا والأردن حيث قام النجمان بزيارة العائلات العراقية اللاجئة فى ضواحى دمشق وإحدى قرى الأطفال الأيتام فى عمان، وتعتبر إنجلينا من أكثر النجوم تنقلا فى الشرق الأوسط كما أنها تقدم الكثير من التبرعات الكبيرة لمساعدة المتضررين فى كل مكان بالعالم. وتؤكد إنجلينا أن زياراتها إلى دول الشرق الأوسط كسفيرة للنوايا الحسنة هدفها أن تنقل للعالم رسائل مهمة لمساعدة من يحتاجون المساعدة ومد يد العون لهم ورفع معاناتهم للخروج من أزماتهم ومواصلة الحياة بشكل أفضل كغيرهم من المواطنين فى مختلف البلاد، مؤكدة أن هذه الزيارات ليس لها أى أهداف أخرى، وشبهة الاستفادة الشخصية غير موجودة، لأن هؤلاء لا يهتمون بنجوم أو نجمات السينما فحياتهم أصعب من ذلك بكثير. أما النجم جورج كلونى فهو يتبنى قضية دارفور فى السودان، وزار المنطقة عدة مرات واستغرب العالم من زيارته والتى تعرض حياته للخطر، وبسؤال كلونى عن أسباب اهتمامه بهذه القضية أكد أن الجهود الإنسانية لا تحتاج إلى أسباب فهى مأساة ويجب أن نلقى الضوء عليها ونحث المسئولين على اتخاذ الإجراءات الضرورية تجاهها لإيجاد الحلول المناسبة . كما أكد أن الفنان له تأثير أكبر من الإنسان العادى وتفتح له الكثير من الأبواب بسهولة وهو ما يجب أن يستغله أى شخص له مكان بارز فى المجتمع وليس الفنان فقط للمساهمة فى حل مشكلات التعساء والمعذبين حتى وإن كان ذلك من خلال جمع التبرعات فقط. أما الممثلة الأمريكية ميا فارو التى سافرت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة فى شهر أكتوبر الماضى وزارت إحدى دور الرعاية الاجتماعية فى رام الله، فقد أكدت أن زياراتها هذه كسفيرة للنوايا الحسنة تستهدف من ورائها أن تنقل للعالم معاناة الأطفال الفلسطينيين وما يتعرضون له من عمليات عنف وقتل، كما أنها ستنقل للعالم كله ما سمعته ورأته من دمار ومعاناة هؤلاء الأطفال بعد أن فقدوا كل ما يملكوه فى الحياة من بيت وأسرة وحياة آمنة. وقد كانت زيارة ميا فارو لقطاع غزة الزيارة الأولى لأحد سفراء النوايا الحسنة للمنطقة، وأكدت ميا أن هذه الزيارة ليس لها أى علاقة بمصالح شخصية، وإنما فقط اهتمام منها بحياة الآخرين وحقوقهم فى الحياة وهو ما يجعلها تضرب عن الطعام تضامنا مع سكان إقليم دارفور وتجمع التبرعات للعديد من الدول. ومن الجدير بالذكر أن فارو قد تخطت الستين عاما ومازالت تحارب من أجل النجوم لا يبحثون عن الشهرة أو الظهور بشكل أكبر فى دول الشرق الأوسط بل يحاولون بكل ما اوتوا من قوة البحث عن حلول لمشكلات هذه المنطقة ولفت أنظار العالم لها وكسب تعاطف الدول معهم مستغلين شهرتهم وحب الجمهور لهم وهو ما ينفى أى شكوك حول وجود أهداف خفية فى زياراتهم إلى العالم العربى.