حالت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة المتواصلة بالمحافظات دون إتمام بهجة المصريين بعيد الأضحى، وانخفضت حركة المواطنين فى شوارع العاصمة بنسبة ملحوظة، بينما قاومت أعداد كبيرة سوء الطقس، وخاصة فى المحافظات والأقاليم، وارتحلت إلى أماكن التنزه والترفيه. فبدا أن هناك اتفاقا ضمنيا لتأجيل الاحتفالات بالعيد لثانى أيامه. فى الطرق المؤدية لحديقتى الحيوان والأورمان، خلت شوارع الجيزة من السيارات والمارة، ولم يتبق من مظاهر العيد سوى تجمعات قليلة من الصبية والشباب الذين خاضوا الطرقات لزيارة الحدائق والمتنزهات. ولم تشهد حديقة الحيوان إقبالا كبيرا من الأسر المصرية، وتركزت التجمعات على الأطفال والفتيات الصغيرات، أغلبها توجه إلى بيت الأسد والزواحف، بينما أغلقت بيوت الظرافة والغوريلا والدب الأبيض والباندا أبوابها منذ عامين فى وجه المرتادين، إلى جانب إغلاق حديقة الألعاب ألمائية للأطفال. ولفت أنظار زوار الحديقة انتشار المتسولين وأطفال الشوارع الذين توجهوا للحديقة لمزاولة أعمال التسول. بينما أدى سقوط الأمطار بغزارة فى محافظة المنيا إلى تساقط عدد من المنازل فى قرى الشرفا والديابة وعرب الشيخ محمد، وبنى حسن، كما تسببت فى خسارة عدد من مزارعى الطماطم بما يفوق 3 ملايين جنيه بقرى سمالوط وحدها، حسب مصادر بمديرية الزراعة. وتأثرت الحركة المرورية، وتعطلت الكثير من السيارات عن العمل، واضطر البعض للجنوح على جانب الطريق ووضع إشارات بالعطل وفضل البعض المكوث داخل منازلهم، أما الطرق الفرعية والمؤدية للقرى، فقد تأثرت بشكل ملحوظ بعد أن امتلأت بالطين والحفر، ما تسبب فى قطع الطرق والمواصلات عن أهل هذه القرى تماما. وعلى الطرق الصحراوية توقفت الحركة تماما بين المحافظات، بسبب موجة الرياح الشديدة والتى صاحبتها عاصفة رملية، مع عدم انتظام لسطوع الشمس، وأصبح لزاما على السيارات التوقف حتى تهدأ العاصفة. كما أكد المهندس محمود عبدالله، وكيل وزارة الزراعة، أن الأمطار تسببت فى خسارة بعض المزارعين محصولهم من الطماطم والذى كان على وشك الحصاد، وتعرضه للتلف. وأضاف شعبان محمود، رئيس جمعية منتجى الطماطم، أن خسائر المزارعين بسبب هذه الأمطار وموجة البرودة تصل إلى 3 ملايين جنيه بقرى الظهير الصحراوى بسمالوط فقط. وفى كفرالشيخ، أدى سقوط الأمطار بكثافة على البقعة السكانية ببلطيم ومطوبس والشريط الساحلى إلى عدم سريان الحركة المرورية بشكل طبيعى، وفى هذه الأجواء شهدت الحدائق والمتنزهات العامة زحاما شديدا، وخاصة قناطر أدفينا، وقام الأهالى برحلات نيلية بفوة ودسوق ورشيد للاحتفال بعيد الأضحى. وفى البحيرة، فتحت بعض الحدائق أبوابها أمام الجمهور، للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى فى دمنهور وكفرالدوار ورشيد وشبراخيت وحوش عيسى. أما جنوبسيناء فقد أنقذها الطقس المعتدل من «المزاج السيئ»، حيث لم تطلها الأمطار. وأكد عادل كساب، مدير إدارة الأزمات بالمحافظة، أن طرق المحافظة بحالة عادية ولم تقع أى حوادث. وأضاف رمضان محمد رمضان، مدير الجسر العربى بنويبع، أن الحركة طبيعية داخل الميناء ولم يتم إغلاقه؛ حيث إن الجو معتدل، كذا الحال فى ميناء شرم الشيخ الدولى، فالميناء يعمل بصورة طبيعية، وقد غادرت منه صباح أمس رحلتان من وإلى الغردقة. وبعكس الحال فى جنوبسيناء، شهدت الساعات الأولى من صباح أمس زحاما شديدا فى نفق الشهيد أحمد حمدى، وعلى مستوى جميع الطرق المؤدية إليه، وتسببت الإجراءت المشددة التى يتبعها رجال الأمن منذ وقفة عيد الأضحى فى مشادات متكررة نتيجة التدقيق بتفتيش السيارات المارة إلى سيناء والمغادرة لها أيضاء مع فحص هويات جميع المارين من المواطنين بالنفق. وفى العين السخنة، أكد فاروق خزيم، مدير عام السياحة بالسويس، أن الإشغالات الفندقية لأكثر من 4 آلاف غرفة فندقية بالفنادق والقرى السياحية بالعين اكتملت جميعها بالمواطنين.