نفى أيمن نور، زعيم حزب الغد، تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، كما تردد بعض الصحف، وقال: «نحترم حركة الإخوان ونختلف معها ولدينا تساؤلات كثيرة حول مواقفهم من الدولة المدنية والمواطنة، ولكن لن يختزل دورنا فى محاربتهم، والمواجهة مع الإخوان لن تكون فى الإعلام الحكومى وإنما فى القرى والنجوع وطرق أبواب المواطنين». وخلال الندوة التى عقدها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أمس الأول، تحت عنوان «مستقبل التيار الليبرالى فى مصر»، قال نور حول إمكانية التواصل والحوار مع الحزب الوطنى «مش هيعدلوا الدستور يبقى مفيش حوار أصلا». وأضاف: «الحزب الوطنى غير جاد فى الحوار»، ولا يدعم الحوار المتكافىء مستشهدا بالحوار الوطنى بين الأحزاب، الذى عقد قبل الانتخابات الرئاسية الماضية، واصفا أسلوب الحوار بثقافة الأسياد والعبيد، وهو ما يرفضه نور. واعترف نور بوجود أزمة يعيشها التيار الليبرالى فى مصر، ولكنه أعرب عن تفاؤله بوجود ما اسماه «حركة ليبرالية واعدة»، مشيرا إلى الحركات الشبابية الليبرالية والتنظيمات الأهلية التى تتبنى أطروحات الفكر الليبرالى. وقال نور إن الحزب الوطنى ساهم فى أزمة التيار الليبرالى لتطبيقه بعض أفكار الليبرالية بأسلوب «شائن» على حد تعبيره للدرجة التى جعلت بعض الأفكار الليبرالية سيئة السمعة، وفى إطار الأزمة المالية العالمية، دعا نور إلى طرح رؤية اجتماعية تقدمية فى ضوء هذه الظروف. أما الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، فقال: «إن مصر ليس لها مستقبل إلا بالتيار الليبرالى»، واختلف مع نور فى وجود أزمة فى التيار الليبرالى ذاته، وتساءل «من فى مصر ليس مأزوما؟»، مشيرا إلى أن الأزمة فى مصر كلها بكل التيارات السياسية واعتبر التيار الليبرالى أكثرهم مرونة وقدرة على مواجهة المشكلات، وطالب حرب بالديمقراطية الليبرالية التى تحفظ الحقوق والحريات معتبرها الخيار الوحيد لخروج مصر من أزمتها. وعن علاقة الليبراليين بالإخوان قال حرب: «نحترم حقهم فى التعبير والتنظيم وفقا للقانون والدستور وقبولهم بقواعد اللعبة الديمقراطية»، ورفض الحوار مع الحزب الوطنى قائلا: «لأ طبعا، مفيش حوار مع الحزب الوطنى». ووضع عبد الغفار شكر المفكر اليسارى «روشتة» لمستقبل التيار الليبرالى، ودعاه إلى خوض معركة لصياغة دستور جديد تقدم فيها التيارات الليبرالية التضحيات اللازمة لتحقيقها. كما طالب القوى الليبرالية بتقدبم نفسها كقوى ديمقراطية فى علاقاتها الداخلية، مشيرا إلى الصراعات الداخلية فى الوفد والغد والجبهة بالإضافة إلى ابتكار أطروحات جديدة تميزها عن غيرها من التيارات، قائلا: «الحزب الوطنى يبنى الاقتصاد الحر، والأحزاب الأخرى والقوى السياسية تطالب بالديمقراطية، ولابد أن يكون لليبراليين ما يميزهم». كما دعا شكر إلى تفاعل الأحزاب الليبرالية مع الطبقات الاجتماعية، التى تساندها مثل رجال الأعمال والطبقة الوسطى والقطاعات الجديدة التى تعمل فى مجال التكنولوجيا وخريجى الجامعات الأجنبية. وفى ندوة تالية فى مركز الدراسات الاشتراكية.. انتقد أيمن نور جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية قائلا: «إنه يصف نفسه بالإصلاحى الليبرالى فى حين يوافق على استمرار قانون الطوارئ ويقبل المحاكم الاستثنائية ويوافق على إجهاض الحريات العامة وغيرها». وجدد مقولته: «لو ترك النظام الحكم لأى سبب من الأسباب فى الثامنة صباحا، سنكون قادرين على تولى الزمام فى الثامنة وخمس دقائق، لأن مصر بها كفاءات وقيادات أكبر وأقدر على الحكم من النظام الحالى». من جهته بدأ الدكتور عبد الحليم قنديل حديثه بانتقاد كل التيارات السياسية الموجودة على الساحة، فوصف الحزب الحاكم بجماعة مارينز تسيطر على الإعلام وعلى الشاشة السياسية كما وصفها. وتطرق قنديل إلى نقد حزب التجمع، الذى تأسس عام 1976 ب 150 ألف مؤسس، وقال: «الآن لا تجد فيه 150 ناشطا يعملون للحزب، وحزب الوفد حين عاد فى أوائل الثمانينيات برئاسة فؤاد سراج الدين قلنا إن مصطفى النحاس زعيم الوفد القديم سيخرج من قبره لتولى كرسى رئاسة الوزراء، لكنه وصل إلى ما وصل إليه الآن على يد نعمان جمعة ومحمود أباظة». وأضاف قنديل: «الحزب الناصرى حين تأسس فى التسعينيات ب 24 ألف مؤسس لم يعد به أحد إلى أن تأسس حزب الجبهة ب 1500 مؤسس بالكاد ثم ضربته الانشقاقات حتى انتهى الآن، حتى الحزب الشيوعى كان فى 1975 معلنا بكل من فيه من كوادر، لا يمكن أن تجد منهم أحدا الآن إلا بالميكرسكوب ولا تزال جماعة الإخوان المسلمين رغم كل ما فيها هى الأكثر تماسكا على الساحة». وأرجع قنديل تدهور الحالة الحزبية فى مصر إلى فعل فاعل وليس لأن الحزبيين سيئان.