بعد مرور عقدين على وفاتها أو أكثر في حادث سيارة صدم العالم، عادت الأميرة البريطانية ديانا إلى عناوين الأخبار في مسلسل "التاج"، وذلك من خلال الجزء الجديد الذي أطلقته شبكة "نتفلكس" في 15 نوفمبر الجاري، وأحدث ردود فعل مختلفة على صعيد واسع، وكان الموسم الأول قد عرض في عام 2016، وأعلن صناع العمل أن هذا هو الجزء الأخير منه، ويتناول الفترة من 1979 وحتى 1990. وعلى الرغم من أن أفراد العائلة المالكة كانوا حذرين للغاية في تعليقاتهم حول تجسيد حياتهم في المسلسل، الذي تنتجه شبكة أمريكية، إلا أن الجزء الجديد أثار غضب شديد لدرجة أن القصر كسر الصمت، وخرجت تعليقات حثيثة على الأحداث. وشن أصدقاء الأمير تشارلز هجوماً عنيفاً على "ذا كراون" بعد عرضه، متهمين منتجي شبكة نتفلكس باستغلال ميزانية هوليوود وتقديم الخيال كحقائق، بحسب صحيفة "ذا ميل أون سانداي". وتشير الصحيفة إلى أن بعض المقربين من الأمير تشارلز اتهموا نتفلكس باستغلال آلام العائلة المالكة لتحقيق مكاسب مالية، وقدموا خيالات عن حياتهم في نسخة ملتوية عن الأحداث. وتداولت صحف بريطانية عناوين ضد العمل، مثل هذه الدراما مقدمة لأغراض تجارية دون اعتبار للأشخاص المعنيين الذين تتعرض حياتهم للاستغلال، بحسب صحيفة "فوربس" الأمريكية. وأثار رد الفعل على الموسم الجديد بين الملكيين في بريطانيا انتقادات للعرض ووصفه بأنه خداع المشاهدين للاعتقاد بأن العرض هو تصوير دقيق للأحداث. يذكر أنه على مدار أربعة مواسم، أرخ "ذا كراون"، حياة الملكة التي بدأت قبل فترة وجيزة من تتويجها عام 1952. وعلق الأمير وليام دوق كامبريدج، على العمل أنه ليس سعيدًا بذلك، ويشعر باستغلال والديه ويتم تقديمهما بطريقة زائفة وساذجة لتحقيق الأرباح ونجاحات عالمية. وفي الموسم الجديد، تعود النجمة البريطانية أوليفيا كولمان لتلعب دور الملكة إليزابيث الثانية كما فعلت في الموسم الثالث، والممثل جوش أوكونور هو الأمير تشارلز، والوافد الجديد للعمل إيما كورين التي تلعب دور الأميرة ديانا. وعلق الممثل جوش أوكونور، الذي يلعب دور الأمير الشاب تشارلز: "نحن نبتكر عملاً خياليًا وإن كان قائمًا على بعض الواقع، ولكن في النهاية هناك الكثير من البحث لمعرفة الحقيقة، نحن نبتكر شيئاً لأنفسنا"، بحسب مجلة "تاونس أند كونتريماج" الأمريكية. وقال روبرت ماسي، مستشار تاريخي، لذات المجلة: "هناك نوعان من الحقيقة، هناك حقيقة تاريخية وحقيقة أكبر حول الماضي، هناك صور فوتوغرافية ورسائل وحتى مقاطع فيديو لأفراد العائلة المالكة من هذه الفترة الزمنية، لكن المشاهد الأكثر شهرة في العرض تميل إلى تسليط الضوء على أجزاء من التاريخ لم يتم توثيقها، الدموع والابتسامات والصراعات الداخلية". وأضاف لاسي أن مؤلف العمل، بيتر مورجان، لا يصنع فيلمًا وثائقيًا، وصياغة الدراما - حتى لو كانت متجذرة في التاريخ - تتعارض مع الحقائق، لذا فهو يلعب بالجدول الزمني وتسلسله، ويصنع الشخصيات، ويعمل خياله في الأحداث.